صالح البيضاني
مثل بقعة زيت سوداء كبيرة تسرب الحزن إلى نفسي وأنا أتابع معاناة العشرات من جرحى الثورة وهم ينصبون أحزانهم أمام الحكومة التي نصبوها بدمائهم وآلامهم من دون أن يرف جفن للمسئولين الذين اكتفوا بترك الغبار وعوادم محركات سياراتهم الفارهة في وجوه الشباب التي يكسوها الحزن والألم المركب جراء المعاناة الجسدية والنفسية مما لاقوه من نكران وجحود ولامبالاة .
سألت نفسي مراراً وتكراراً وأنا أتابع هذا الجمود في التعامل مع مثل هذه الحالة الإنسانية التي كان يجب أن تقابل بنوع نسبي من المرونة من قبل حكومة أتت مباشرة بعد ثورة كانت أولى شعاراتها المناداة بالحرية والعدالة الاجتماعية ..
لماذا لم تتغير العقلية الإدارية والإنسانية للدولة بما يتناسب مع الثورة ويتجاوز شعاراتها.. باتجاه فكرة ثورية بعض الشيء وإن لم تكن ثورية جداً مثل أن توقف الحكومة ما تصرفه من قيمة محروقات لكبار قياداتها ، وهو الأمر الذي سيكفل علاج الشعب اليمني كاملاً وليس جرحى الثورة فقط ..وذلك أضعف الإيمان!
أي نوع من “السدادات” يضعها المسئولون على آذانهم وعيونهم وقلوبهم .. أي عار يلبسونه كعباءة ممزقة حين يتنصلون من واجبهم الدستوري ، ليس تجاه جرحى الثورة فقط و إنما تجاه أنين أي مواطن ينتظر من الدولة أن تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية بعيداً عن الاعتبارات السياسية.
وإن صدقت فعلاً بعض التقارير الصحفية التي تتحدث عن عملية فرز حزبي وسياسي في التعامل مع حالات جرحى الثورة الشبابية فالأمر هنا سيصبح أشبه بعمليات القتل التي تتم على الهوية ..الهوية السياسية للأسف!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عن الجمهورية