هشام عبدالله ورو

أعتقد أنني ترددت كثيراً قبل أن أكتب عن هذا الأمر وأتمنى على قلمي أن لا يسهب لأن الأمر جد خطير فزبيد بما تحتويه من قلاع وحصون وآثار تعتبر متحفاً مفتوحاً , ففيها أربعة أبوب تاريخية وفيها قلعة زبيد ونوبة الكتف ودار الضيافة والكثير من المواقع التي تعد ملك للإنسانية ولأبناء زبيد بالتحديد.

وقد تأملت جلياً وأنا أطوف على مواقع عدة فقلعة زبيد فيها مباني مغلقة تحت سيطرة هيئة الآثار والمتاحف بأسماء مختلفة لكنها في الأصل لا تؤدي أي وظيفة سوى أن هذه الهيئة تدعي ملكية ذلك , وهناك هيئة المدن التاريخية التي تدعي ملكية كل المواقع التاريخية بزبيد وكأن مكتب الهيئة بزبيد أنشأ قبل بناية هذه المباني أو أنه تأسس قبل 204هجرية .

فعلى سبيل المثال هناك موقع نوبة الكتف التاريخية التي تعد واجهة زبيد فهي على الشارع العام وتقع على ربوة تحكي شموخ تاريخ هذه البلدة دفنتها هيئة المدن التاريخية باتخاذها سكناً لشخص أو شخصين من مهندسيها ناهيك عن وضعها المزري فلا تستطيع أن تمكث فيه دقيقة واحدة ولا يستطيع أي زائر أن يدخله لأنه كما صرح نائب مدير هيئة المدن التاريخية بزبيد محمد مكرد أنه ملك للهيئة على الرغم أن الهيئة معها مقر كبير جداً وواسع داخل قلعة زبيد لكن حب التملك لتراث هذا البلد يجعلنا نشعر بخيبة أمل من قبل بعض المسئولين الذين يعبثون بمقدرات المدينة وتراثها , وبينما المجلس المحلي بزبيد يصدر قراره بتسليم النوبة لمكتبة زبيد العامة ذلك أن مكتبة الطفل مهددة بالإغلاق لانتهاء العقد بين المالك والمكتبة ومقر آخر لمكتب المالية في قلعة زبيد وفي أحد الأماكن المغلقة تقف هيئة المدن التاريخية معترضةً مدعيةً ملكية المبنى لها وحقيقةً أقف مستغرباً من هذا الطرح وهذه الجرأة لا سيما ونحن في مرحلة حوار وعلى خلفية ربيع عربي أطاح بأنظمة تملكت البلد فما بالك بأشخاص مازالوا يعبثون كما عبثوا في السابق .

هناك مكاتب كثيرة ومؤسسات فاعلة تحتاج إلى مقرات واستحواذ الهيئة غير المبرر يجعلنا نقف أمام علامة استفهام كبيرة ؟!

لم أكن أتوقع أن مركزية الهيئات تجعل من المجالس المحلية مجرد ورقة تستخدمها متى ما تشاء باسم الصلاحيات وتقصيها متى ما تشاء .

هناك جمعيات كانت تنشط في السابق ومازالت مسيطرة على مقرات وأبواب مغلقة دون أي استخدام , أشعر أن هناك خللاً ما !

هل الخلل يكمن في قوة المجالس المحلية ؟

أنا شخصياً وبحكم تجربتي أدركت أن مجالسنا المحلية تحتاج إلى إعادة نظر فالقيادات التي لا تدافع عن قراراتها أعتقد أن عليها أن تعيد النظر في التعامل مع ذاتها أو ترك المجال لمن يستطيع الاحتفاظ بماء وجه ذلك الحبر المسفوك على الأوراق .

ذلك أن هناك محاضر تسليم لمقرات معمدة من المجلس المحلي بالمحافظة والمديرية لبعض المواقع كمراكز إشعاع لكن تأتي الحسابات الضيقة والمراضاة الاجتماعية والحزبية عائقاً أمام مصلحة الوطن .

مع احترامي لبعض المؤسسات التي أخذت مبانٍ تستحقها كونها تؤدي دور مهم في الحياة الثقافية والعلمية والتاريخية .

أقدم هنا دعوة للمجلس المحلي بزبيد كي يتحمل مسئوليته التاريخية تجاه هذه المدينة التي حاول المتنفذون في الهيئات المختلفة أن يشطبوها من قائمة التراث العالمي بأساليبهم الغير مسئولة وهم يحاولون اليوم إغلاق مواقعنا التاريخية أمام مراكز الإشعاع وأتأمل خيراً في الإدارة الجديدة لمديرية زبيد التي جاءت لتلبي طموحات هذه المدينة وتعيد الاعتبار لمواقعنا التاريخية ولزبيد وتطالب بالقصاص من أولئك الذين اغتالوا كل جميل في هذه المدينة منذ زمن .