تشير الخصائص الجينية غير المعهودة لرجل يبلغ الثلاثين توفي في بريطانيا في كانون الثاني/يناير الماضي لاصابته بالشكل البشري لمرض جنون البقر الى ان اشخاصا اخرين قد يكونون مصابين من دون ظهور العوارض عليهم حاليا، بحسب خبراء بريطانيين.

ويكشف الباحث جون كولينج وزملاؤه عن هذه الحالة بالتفصيل في المجلة البريطانية "ذي لانست" الصادرة في 19 كانون الاول/ديسمبر.

وترتبط هذه المتغايرة لداء "كروتزفلت جاكوب" وهو الشكل البشري للاعتلال الدماغي الاسفنجي البقري باكل المنتجات الغذائية البقرية المصابة كالمخ مثلا. ويصنف هذا المرض على انه عصبي انحلالي لاعلاج له ومميت.

ظهر مرض جنوب البقر للمرة الاولى في بريطانيا التي سجلت فيها حتى الان معظم الحالات المعروفة اي ما مجموعه 170 حالة مؤكدة او محتملة. ولا يزال اربعة اشخاص منهم على قيد الحياة بحسب الاحصاء الاخير الذي اجري في السابع من الشهر الحالي.

واظهرت الاحصاءات ان 25 حالة قد سجلت في فرنسا منذ العام 1996 وادت كلها الى الوفاة.

وتبين بحسب الدراسة ان كل المصابين ليدهم خصائص جينية مشتركة موجودة لدى ثلث الناس او 40% منهم وهي "النطفة المتماثلة الالائل" (ميتايونين)

الا ان الرجل الذي توفي العام الماضي في بريطانيا يملك خاصة النطفة المتغايرة الالائل، جينتها بروتينة البريون (كودون 129) الطبيعية التي تأمر بانتاج الميتايونين وحمض اميني آخر هو الفالين.

واكتشف لدى اصحاب النطفة المتماثلة الالائل اشكال مختلفة من الامراض العصبية الانحلالية كالكورو الناتج عن اكل لحوم البشر وكروتزفلدت جاكوب الناتج عن استهلاك هرمونات النمو البشرية الملوثة المستخرجة من جثث، الا ان مدة حضانة المرض اطول لدى هذه الشريحة من الناس التي تعتبر اكثر مقاومة.

ويعتبر اصحاب الدراسة ان "الاكثرية الساحقة من سكان بريطانيا قد يكونون تعرضوا الى البريون غير المرضي المسبب لمرض جنوب البقر ولا يزال مدى انتشار المرض بشكل صامت مجهولا".

وسجلت حالة واحدة انتشر فيها البريون المرضي لدى امرأة ذات نطفة متغايرة الالائل (ميتايونين - فالين) وكان ذلك العام 2006. وانتقل المرض الى المرأة عن طريق عملية نقل دم الا انها توفيت من جراء سبب آخر هو تمدد اوعية دموية ادى الى تمزقها من دون ان يتطور لديها مرض جنون البقر. وتبين في تشريح الجثة وجود البريون المرضي وهو مؤشر الاصابة بالمرض في عقدات العنق والطحال ولكن ليس في الدماغ.