جوجل قد توقف خدماتها في الصين
قالت شركة جوجل إنها قد تنهي عملياتها في الصين احتجاجاً على ما يبدو انتهاكات صناديق البريد الإلكتروني لعدد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان في الصين وأبدت الولايات المتحدة مخاوفها من "تدخل الصين في الحريات على إنترنت".
وأضافت شركة محرك البحث الشهير قائلة، "إنها اكتشفت هجمة معقدة وموجهة ضد البنى التحتية للشركة مصدرها الصين".
ولم تتهم الشركة الحكومة الصينية تحديداً بالقيام بذلك لكنها قالت، إنها لم تعد ترغب بمراقبة نتائج موقعها الصيني كما تطلب الحكومة الصينية.
وتقول جوجل، إن القرار قد يعني إيقاف العمل بموقعها الصيني الذي أطلق في العام 2006.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لديها مخاوف خطيرة بشأن اتهامات من جوجل بأن الصين تمارس رقابة على نتائج البحث على إنترنت وبطريقة أخرى تتدخل في الحريات على إنترنت.
وذكرت كلينتون في بيان في هونولولو وهي في طريقها إلى غرب المحيط الهادي، "أخطرتنا جوجل بهذه المزاعم التي تثير مخاوف خطيرة جداً وأسئلة." مضيفة، إن "القدرة على العمل بثقة عبر إنترنت أمر هام في مجتمع واقتصاد حديث"، وأن الولايات المتحدة سيكون لها مزيد من التعليق حينما تتضح حقائق القضية.
وأضافت كلنتون، "لقد أعلمتنا جوجل بهذه الادعاءات، التي تثير تساؤلات و(تستدعي) اهتماماً جاداً، ونحن نتطلع لأن نرى توضيحاً من الحكومة الصينية لذلك".
وعلق الناطق باسم الخارجية الأمريكية "بي.جي.كرولي" على الموقف قائلاً بأن "الصين مثل أي أمة أخرى يجب أن تساعد في الحفاظ على أن تكون قي شبكات إنترنت آمنة".
وأضاف "كرولي"، إن "أية أمة لها التزاماتها، بغض النظر عن مصدر النشاطات الإلكترونية الخبيثة، في الحفاظ على جانبها من الشبكة آمناً".
وأوضح "كرولي" وذلك يشمل الصين، فكل دولة ينبغي ان تجرم النشطات الخبيثة على شبكات الكومبيوتر".
وأشار "كرولي" إلى أن شركة جوجل كانت على اتصال مع وزارة الخارجية الأمريكية قبل أن تعلن موقفها بأنها قد تنسحب من الصين.
وهبطت أسهم شركة جوجل بعد إعلان الخبر مباشرة بنسبة 1.39 بالمائة إلى 584 دولاراً في سوق الأسهم في نيويورك. وقال المسؤول في جوجل "ديفيد درموند"، " إن الهدف الأولي للمهاجمين كان الدخول إلى حسابات البريد الإلكتروني (جيميل) لناشطي حقوق إنسان صينيين".
وقالت الشركة، إن تحقيقاتها كشفت عن أن حسابي بريد إلكتروني (جيميل) قد تم اختراقهما.
وأضافت الشركة، إن الاختراقات كانت محدودة في معلومات حساب البريد الإلكتروني مثل تاريخ إنشاء صندوق البريد الإلكتروني ومعلومات عامة، وليس لمحتويات صناديق البريد الإلكتروني ذاتها.
كما كشفت أيضاً أن صناديق البريد الإلكتروني للعشرات من "المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين" ، والولايات المتحدة وأوربا قد "تم اختراقها بشكل روتيني من طرف ثالث".
وأوضحت الشركة أن اختراق هذه الحسابات البريدية لم يتم عبر أي خرق أمني في جوجل بل " في الغالب عبر تصيد احتيالي أو برمجيات خبيثة توضع في كومبيوترات المستخدمين".
ويقول مراسل هيئة الإذاعة البريطانية لشؤون التقنية "روري سيلين جونز"، إن هذه الهجمات التي ترافقت مع محاولات أخرى لتقييد حرية التعبير قد دعت جوجل إلى إعادة النظر في موقفها.
ويضيف "جونز" قائلاً، "إذا رفضت الحكومة السماح لها بتقديم خدمتها بدون رقابة، وهذا هو المتوقع في الغالب، فإن جوجل ستنسحب".
وكانت جوجل قد بدأت خدمتها الصينية قبل أربعة أعوام بعد أن وافقت على فرض بعض الرقابة على نتائج بحثها.