كاتبة فلسطينية: قبر "راحيل" والمسجد الإبراهيمي آثار يهودية وليست إسلامية
أعربت كاتبة فلسطينية عن استغرابها من موجة الاحتجاجات العارمة التي تلت إعلان السلطات الإسرائيلية إضافة قبر "راحيل" الواقع على مدخل مدينة بيت لحم و"المسجد الإبراهيمي" إلى لائحة المواقع الأثرية اليهودية. وأكدت زينب رشيد على يهودية الآثار وأن اعتقاد المسلمين امتلاكهم لها يستند إلى مفهوم خاطئ.
وقالت رشيد في مقال بعنوان "ببساطة ... قبر "راحيل" أثر يهودي وليس اسلامي" ان "ادعاءنا ان هذه الآثار هي آثار اسلامية هو، قبل أن يكون منافياً للحقيقة والتاريخ، ادعاء يفيد الاسرائيليين ويمكنهم من الظهور أمام العالم كضحايا للتزوير الاسلامي أمام العالم وما يستتبع ذلك من حصول اسرائيل على دعم وتأييد دوليين بموازاة مقاطعة وابتعاد من قبل العالم عن قضيتنا العادلة".
وذكرت الكاتبة أن "راحيل" هي الزوجة الثانية للنبي اسرائيل أو يعقوب وأم النبي يوسف وبنيامين، وتوفيت حين اشتد عليها ألم الولادة عليها حينما أنجبت أخ النبي يوسف بنيامين (..) واثر وفاتها دفنها زوجها يعقوب في المكان الحالي الذي يعرف على الصعيد الشعبي الفلسطيني بقبر "ستنا" راحيل أو قبة راحيل حسب التعريف المملوكي للمكان، لأنهم بنوا قبرها على شكل قبة".
وأشارت إلى أن المسلمين يعتقدون خطأ امتلاكهم للأثر لأن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب مر بالمكان وقت دخول الصلاة فأمر بلال بن رباح أن يؤذن للصلاة، وقالت "اعتبر المسلمون أن هذا يكفي لتغيير هوية المكان وتحويله الى مسجد اسمه مسجد بلال بن رباح وتحويل الارض المحيطة به الى مقبرة اسلامية".
وأضافت "اذاً المكان هو لسيدة يهودية أشهر من نار على علم وشهرتها آتية من كونها (..) زوجة اسرائيل وأم النبي يوسف، وأن لا علاقة تربط المسلمين بهذا المكان الا العلاقات الناتجة عن منطق القوة التي امتلكها المسلمون يوما وفرضوا من خلالها هدم دور العبادة الاخرى او تغيير أسمائها".
وعن المسجد الإبراهيمي قالت رشيد إن ما ينطبق على قبر أو قبة راحيل ينطبق على المسجد الإبراهيمي لأن المكان هو قبر ابراهيم او ابراهام وهو حسب الرواية اليهودية التي تبنتها كل الراويات الدينية جد يعقوب زوج راحيل.
وتمنت الكاتبة أن يتمحور تركيز الشعب فلسطيني والقيادة فلسطينية على أن الآثار وإن كانت يهودية إلا أنها تقع في أراض فلسطينية وبالتالي فإن للفلسطينيين الولاية والسيادة عليها، تماما مثلما لا تستطيع الحكومة الاسرائيلية فرض سيادتها على أثر تاريخي يهودي موجود في مصر أو تركيا أو العراق أو ايران أو في أي دولة أخرى.
وشددت رشيد في ختام مقالها على أن محاولات "إلباس القضية الفلسطينية ثوبا دينيا فضفاضا" هي من أكثر الأسباب التي أطالت عمر المعاناة الفلسطينية وعقدتها، مؤكدة على أن القضية الفلسطينية هي قضية وطنية سياسية بامتياز وأن كل محاولة أو اصرار على "أسلمتها" لن يكون من نتيجته الا مزيد من الألام والمعاناة.
موقع آفاق