البن اليمني يحتل مرتبة متقدمة في الجودة في العالم
بعد تصنيف اليمن في المرتبة الأولى والوحيدة في إنتاج البن الطبيعي 100 الذي يعتمد تجفيفه على أشعة الشمس فقط، أعلن المؤتمر العالمي الثاني للين الطبيعي الذي انعقد مؤخراً في صنعاء عن حصول البن اليمني على مرتبة متقدمة في العالم في الجودة. ظهرت هذه النتيجة إثر إجراء خبراء دوليون متخصصون منافسة لتذوق أنواع البن الطبيعي في العالم.
وقد علق الأخ نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية والمدير التنفيذي للصندوق الاجتماعي أن هذه النتيجة قد أثبتت عملياً وعلمياً أن للبن اليمني فرصة سانحة لدخول أسواق العالم بسهولة كبيرة في حالة إزدياد الانتاج وتحسين الجودة باتباع الممارسات السليمة بعد الحصاد وتقوية التسويق والتروي وبالتالي إدرار عوائد هائلة على البلاد وامتصاص عمالة ضمن هذا القطاع والحد من انتشار نبتة القات التي تعيق تقدم المجتمع اليمني اقتصادياً وصحياً واجتماعياً وتنموياً، فضلاً عن عكس صورة ثقافية وتاريخية ايجابية على اليمن أمام دلو العالم مثلما اشتهر قديماً بتشييده أقدم سدود الأرض، وبهذا تكون اليمن قد استعادت أهم أسباب مجدها التاريخي الذي طالما حلمت به والمتجسد في سد مأرب وشجرة البن اللذين وضعا على صدر رمز الجمهورية اليمنية الرسمي (النسر).
وكان الإخوان رئيس الوزراء د. علي محمد مجور و نائبه للشئون الاقتصادية عبدالكريم اسماعيل الأرحبي قد افتتحا المؤتمر العالمي الثاني للين الطبيعي الذي استمر يومين وحضرة 300 مشارك من المهتمين والمتخصصين في زراعة وتجارة البن في اليمن والعالم ومن ضمنهم 60 مزارعاً للبن اليمني إلى جانب عددٍ من أفضل المتخصصين في تصنيف وتحميص وتذوق البن من جميع أنحاء العالم.
يأتي المؤتمر العالمي في إطار مشروع الصندوق الاجتماعي لتطوير انتاج البن في اليمن الذي عمل على ابتعاث مزارعين من مختلف المناطق في زيارة دولية الى معرض بايوفاخ للبزراعة العضوية بألمانيا العام الماضي للقاء عدد من الشركات العاملة في البن وعقد صفقات معهم التعلم منهم حول زراعة وتسويق هذه السلعة. كما بادر الصندوق لطلب الشهادة الدولية لاعتماد مناطق مختلفة مناطق معتمدة دولياً في الزراعة العضوية للبن ودخل ضمن هذا الاعتماد مناطق زراعة البن في يافع وبني مطر وتعز كمرحلة أولى. كما تم تدريب 25 شاباً وشابةً على أساليب تذوق البن وتصنيفه ولمدة عام على أيدي أحد أفضل المدربين على انتاج أفضل أنواع البن في العالم، وقد أقدمت شركة الكبوس على توفير فرص عمل لديها شملت جميع المتدربين قبل انعقاد المؤتمر العالمي. وتشير الإحصاءات إلى أن بلادنا تنتج مالا يزيد عن 19 ألف طن من البن الطبيعي المجفف بأشعة الشمس فقط، ويتم تصدير 30% منه فقط الى القليل من بلدان العالم. وقد تنوعت مكونات المؤتمر بفعاليات افتتاحية ومعرض تسويقي للبن اليمني ومحاضرات تدريبية تستهدف بناء قدرات المزارعين وفعاليات لتذوق البن واستعراض أنظمة التصنيف والجودة بالاضافة الى سلسلة من أوراق العمل التي ناقشت مختلف القضايا التي تناقش انتاج وجودة وتسويق البن في العالم.
وخرج المؤتمر بتوصيات عدة كان أهمها إقامة مركز للاهتمام بدراسة زراعة وتسويق البن ووضع استراتيجية خاصة بدعم زراعته وتحسين جودته وتسويقه. كما خرج المؤتمر باعلان صنعاء 2010 الذي أكد على العمل على توحيد الاحصائيات العالمية و حول أساليب تجويد البن واجراء بحوث لفهم طرق تحسين جودة البن المختلفة والعمل نحو رفع مستوى الوعي حول النوعيات المختلفة والعمل لرفع مستوى الوعي حول النوعيات المختلفة وتطوير أنظمة التصنيف للبن.
وخلال فعاليات المؤتمر، أكد رئيس الوزراء على استعداد الحكومة لترجمة مخرجات المؤتمر الى مشاريع وأعمال ميدانية مباشرة. كما ناشد وسائل الإعلام المختلفة إلى الاسهام الفعال في تشر المزايا الهامة لزراعة البن باعتباره محصولاً نقدياً خاماً ورمزاً تاريخياً وثقافياً أوصل رسائل للعالم عن اليمن لم تستطع أي رموز أخرى أن تقوم بما قام به البن لوحده.
كما شدد الأرحبي أن هذا الحدث يُعد خطوة تلت أخريات سابقة لوكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر في دعم قطاع الين اليمني، إذ أنه بعد فرصة نادرة أمام المزارعين للالتقاء ببعضهم وتبادل الخبرات المتنوعة والمتوارثة في زراعة وانتاج وتسويق البن واطلاعهم على أفضل الممارسات العملية المتعلقة بزيادة انتاج البن وتحسين جودته. كما صرح القائمون على المؤتمر بأن الحدث يعتبر فرصة ثمينة لتسويق البن اليمني للشركات العالمية المتخصصة والتي لم تسمع بعضها عن مميزاته ولجذب المبادرات العالمية للمساهمة في حل بعض المعوقات التي تقف أمام زيادة انتاجه وتحسين جودته.