قاتل مروة يرغب في ابادة المسلمين والمحكمة تغرمه 50 يورو
وسط إجراءات أمنية مشددة بدأت الاثنين فى درسدن، محاكمة المتهم بقتل المصرية مروة الشربيني، ومحاولة قتل زوجها علوى عكاز الذى هرع لنجدتها وحضر الجلسة، إضافة إلى أفراد أسرة الضحية السفير المصرى فى برلين رمزى عز الدين.
وبحسب موقع جريدة "اليوم السابع" دخل المتهم ألكيس فارنر الذى يواجه عقوبة السجن مدى الحياة، قاعة الجلسة واضعا غطاء رأس ونظارات شمسية. وحكم عليه بغرامة 50 يورو لرفضه خلع النظارات كما هددته القاضية بيرجيت فيجاند بغرامة ثانية لرفضه إعلان هويته، وقال فرانك هاينريك أحد محامى المتهم "لقد طعنهما بدافع كراهية عمياء لغير الأوروبيين وللمسلمين. كان يريد إبادتهم"، فيما شكل نحو 200 شرطى حزاما أمنيا حول المحكمة، حيث خضع الجمهور الذى سمح له بحضور الجلسة لعمليات تدقيق صارمة للغاية. كما تم وضع المتهم خلف حاجز زجاجى مصفح.
وتوقع سفير مصر لدى ألمانيا رمزى عزالدين رمزى، صدور حكم سريع وعادل فى قضية مقتل الدكتورة مروة الشربينى شهيدة الحجاب، معربا عن ثقته الكاملة فى نظام العدالة فى ألمانيا، كما ذكر تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) أنه فى الوقت الذى يقل فيه التواجد الأمنى فى المحاكم الألمانية بصفة عامة وهو ما كان واضحا يوم مقتل الشربينى والاعتداء على زوجها علوى عكاز، فإن نحو 200 شرطى كانوا يؤمنون المحكمة اليوم.
وأضاف أنه تم وضع زجاج مضاد للرصاص داخل قاعة المحكمة بعد أن أشارت تقارير إلى أن الجانى وهو ألمانى من أصل روسى تلقى تهديدات بالقتل على الإنترنت. كما خضع جميع من حضروا الجلسة إلى عمليات تفتيش صارمة مماثلة لإجراءات التفتيش فى المطارات، ومن المقرر أن تنتهى المحاكمة فى 11 نوفمبر.
وكانت الجريمة قد وقعت فى أول يوليو، عندما مثل المتهم أمام محكمة الاستئناف بعدما حكمت عليه محكمة درجة أولى فى درسدن بدفع غرامة قدرها 780 يورو لتوجيهه شتائم عنصرية إلى مروة (31 عاما) المرأة المحجبة التى نعتها فى أغسطس 2008 بـ"الإسلامية" و"الإرهابية" و"الساقطة" لأنها طلبت منه ترك أرجوحة كان يجلس عليها ليدردش مع ابنة شقيقته حتى يتمكن ابنها من استخدامها.
وخلال جلسة الاستئناف هذه، أخرج المتهم سكينا يبلغ طول نصلها 18 سم نجح فى إدخالها إلى المحكمة التى لم تخضع لأى إجراءات مراقبة أمنية، وانهال بها طعنا على مروة التى أصيبت بـ16 طعنة. وتوفيت الضحية قبل وصول سيارة الإسعاف، كما أصيب زوجها علوى على عكاظ الذى هرع لنجدتها بطعنات عدة خصوصا فى الرأس والحلق قبل أن يصاب برصاصة فى ساقه أطلقها عليه شرطى اعتقد أنه الجانى، وجرت كل هذه الحوادث على مرأى من طفل الزوجين الذى يبلغ ثلاث سنوات ونصف سنة.
ومضت أيام قبل أن تحتل الجريمة العناوين الرئيسية للصحف الألمانية، وأدرجت تحت زاوية "أمنية" بحيث كانت شبيهة بما شهدته قضية نزاع على إرث فى بافاريا قبل أشهر، كما مر أسبوع قبل أن تعلن الناطقة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقد لقاء مع الرئيس حسنى مبارك على هامش قمة مجموعة الثمانى فى إيطاليا، واصفة الجريمة بأنها "تندرج فى إطار كراهية الأجانب على ما يبدو".
التأثر والغضب كانا كبيرين فى مصر، حيث تلت جنازة مروة تظاهرات أمام السفارة الألمانية فى القاهرة، ثم فى إيران وتركيا. وأكدت هذه الدول أن السلطات الألمانية تقلل عمدا من دوافع جريمة كره الأجانب هذه، حيث لم يخف المتهم "كرهه الشديد" لغير الأوروبيين وخصوصا المسلمين. ولم تكشف الفحوص النفسية والعقلية أى عناصر تقلل من مسئوليته، لذلك يمكن أن يحكم عليه بالعقوبة القصوى أى السجن مدى الحياة التى طلبتها النيابة، والمتهم من الروس الألمان الأصل الذين عادوا بكثافة إلى وطن أجدادهم بعد انهيار الاتحاد السوفيتى. وهو يعيش منذ 2003 فى درسدن على الإعانات الاجتماعية.
فى نفس السياق ذكرت شبكة "سى إن إن" الأمريكية اليوم الاثنين إن حادث مقتل الدكتورة المصرية مروة الشربينى وإطلاق أحد أفراد الشرطة الألمانية النار على زوجها وليس الشخص الذى هاجمها تسبب في حالة من الغضب على مستوى العالم خاصة في العالم الإسلامي ومصر.
وأوضحت الشبكة الإخبارية - في معرض تعليقها على بدء المحاكمة - أن ما حدث هو أن الدكتور علوى عكاز زوج الراحلة مروة الشربينى توجه نحو زوجته لمساعدتها ومنع الجانى من طعنها، إلا أن الحارس الذى دخل قاعة المحكمة مسرعا أخطأ واعتقد أنه (علوى) الجانى وأطلق عليه النار.
وأضاف مراسل الشبكة أنه تحدث إلى أحد المصريين المقيمين فى دريسدن، حيث تجرى المحاكمة، وأن هذا المصرى تساءل عن السبب الحقيقى فى تصور الشرطى الألمانى، أن الرجل الذى تبدو ملامحه عربية هو الجانى.