لندن ـ العرب أونلاين ـ نادية التركي: نظمت وزارة الخارجية البريطانية الإربعاء بلندن مؤتمرا حول اليمن حضره وفد رفيع المستوى من اليمن ضم مجموعة من الديبلوماسيين ووزير الخارجية اليمني ورئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور الذي التقته "العرب" وكان لنا معه الحوار التالي:
ماذا تنتظرون من ندوة اليوم؟
* نعول كثيرا على ندوة اليوم ونشكر الحكومة البريطانية التي أتاحت لنا هذه الفرصة للدعوة للإلتفات الى اليمن والتعرف على مشاكله الحقيقية التي تتمثل أساسا في الفقر والبطالة، والتي تفوق متطلباتها موارد اليمن.
ـ سُلّطت مؤخرا الأضواء بشكل غير مسبوق على بلدكم باعتباره يتعرض لمخاطر متعددة جرّاء الإرهاب والتمرد ودعاة الانفصال، ما حجم الحقيقة وما حجم المبالغة في التحذير من تلك المخاطر؟
* هناك تضخيم إعلامي كبير بشأن الإرهاب في اليمن خصوصا في الفضائيات العربية والصحف.لكن الحقيقة عكس ذلك, نحن طبعا لا ننفي وجود الإرهاب لكن ليس بهذا الشكل.
ورغم محدودية أعمال القاعدة فقد دفعنا ثمنا غاليا من قبل أحداث 11 سبتمبر، وقد حذرنا منذ البداية من القاعدة لكن لم تكن هناك آذان صاغية، ومع ذلك نحن مصممون على مواجهة هذا الداء الكبير.
ـ قبل "اجتماع لندن" بشأن الوضع في اليمن كنتم صرحاء في التعبير عن حاجة بلدكم إلى المساعدة التنموية والتقنية، ألا ترون أن صدور تلك المساعدة عن جهات غربية ترتب عليكم التزامات وحتى تنازلات في مواضيع محددة ؟.
* نحن بحاجة الى دعم المجتمع الدولي للتنمية في اليمن وهي أساس العلاج لكل مشاكل اليمن الذي يعاني من الفقر والبطالة، اليمن بحاجة الى تنمية البنية التحتية، وتحسين الخدمات الصحية،مواردنا محدودة ولا نستطيع تلبية كل حاجياتنا في هذا المجال، نحن بحاجة للمجتمع الدولي وجيراننا للمساهمة في الحد من الفقر والبطالة، لأننا نعتبر أن هذه المشاكل هي أساس نمو التطرف.
-قبل "اجتماع لندن" المذكور شهدنا حملة نقد من أطراف غربية لسياسات وتوجهات يمنية، كيف تصفون تلك الحملة وبماذا تردّون عليها؟
* اليمن متوازنة وحريصة على علاقاتها مع مختلف الدول وهناك تنسيق مع مختلف الدول المانحة فيما يتعلق بمسألة مكافحة الإرهاب، فاليمن أصبح شريكا حقيقيا في مكافحة الإرهاب، وبالتعاون والشراكة مع المجتمع الدولي استطاع اليمن تحقيق خطوات هامة جدا، ولكن اذا كان اليمن قد وفي بالتزاماته في هذه الإتفاقيات فعلى المجتمع الدولي أيضا أن يفي بالتزاماته تجاه اليمن للمساهمة في حل المشاكل والأخذ بيدها نحو التنمية الشاملة، وإذا لم يتوفر الدعم اللازم فستظل أسباب التطرف موجودة.
ـ من ضمن ما قيل عن اليمن ان تركيبته القبلية وبرامجه التعليمية، وحرية إلقاء الخطب بمساجده، تشجع على التمكين لتنظيم القاعدة بأراضيه، ما مدى صحة ذلك، وهل تعتزمون معالجة تلك الملفات؟
* بالنسبة للتعليم نحن نعتبر أنه كانت هناك اختلالات في عملية التعليم باعتبار أنها كانت تخضع لإشراف جيهات متعددة، لكن الحكومة اتخذت منذ فترة قرارا بتوحيد التعليم وبذلك ألغيت المدارس الخاصة وأصبحت وزارة التربية والتعليم هي المسؤولة عن البرامج وعلى تسيير العملية التعليمية وامتلكت بالتالي القدرة على اعداد المناهج، وهذا ما خفف لحد كبير من المشكلة.
أما فيما يتعلق بخطباء المساجد مازالت اليمن تعاني في هذا الأمر، خطبة الجمعة مهمة جدا لكننا نحاول من خلال وزارة الأوقاف والإرشاد أن تكون خطبة الجمعة جامعة وغير مفرقة وينبغي أن يخاطب الخطيب المصلين بتعاليم الإسلام الحنيف تعاليم الإعتدال والوسطية وأن لا يعمد الى تفريغ ما في جوفه من حقد وكراهية التي تفرق ولا تفيد.ونبذل في هذا المجال دورا كبيرا لإرشاد المسلمين لما فيه الصواب.
ـ يلاحظ المتابع لتصريحات المسؤولين اليمنيين تشديدا على عامل السيادة اليمنية في الحرب على تنظيم القاعدة، فهل لاحظتم تذرّعا من أطراف ما بالحرب على الإرهاب للتدخل في الشأن الداخلي لليمن؟، وهل تلمسون في القوات المسلحة لبلدكم القدرة على خوض الحرب بمفردها ضد التمرد والإرهاب؟
* طبعا نحن نشعر أن قواتنا المسلحة هي القادرة على حسم المواجهة مع الارهاب، صحيح أن تنظيم القاعدة عالمي، لذا فنحن بحاجة الى شراكة لمواجهة هذا الخطر، والتي نريد أن تكون بالدعم اللوجيستيكي والمادي والمخابراتي، لكن اليمن قادرة على حسم المعركة بقدراتها العسكرية والأمنية،ولسنا بحاجة لتدخل أطراف خارجية في شؤوننا.
ـ بدا من تصريحات رسمية يمنية أن اليمن لا يغلق باب الحوار لحل أي من مشاكله الراهنة، فهل يشمل الحوار حتى تنظيم القاعدة، وما حدوده وشروطه وما المرجو من نتائجه؟، ألا يُغضب الحوار مع القاعدة واشنطن وهي الشريك الأساسي لليمن في الحرب على الإرهاب؟
* الحوار مع تنظيم القاعدة كنظام خطأ، ولكن لليمن تجربة بسيطة في هذا المجال وهي محاورة بعض العناصر التي اعتقلت من قبل وكانت منتمية لتنظيم القاعدة وتمت محاورتهم في السجن وتوضيح أن الطريق الذي كانوا يتبعونه من قبل سيء، وكان للحوار بعض النتائج الإيجابية وتتم من خلال الحوار ارشاد الشخص وتبصيره من طرف رجل دين معتدل. وقد كان لهذا الأسلوب الإنفرادي نتائج وعاد بعض الأفراد للإنصهار في المجتمع، ولم يفد هذا الإسلاب مع بعض الأفراد.
ـ هل أنتم راضون عن مستوى التعامل العربي والخليجي تحديدا مع التهديدات التي يتعرض لها بلدكم؟، ألا ترون أن العرب يستطيعون أن يقدموا قدرا أكبر من الدعم لليمن؟
*نحن نشكر شكرا عميقا إخواننا في مجلس التعاون الخليجي على كافة الجهود ومختلف أشكال الدعم التي قدموها لنا، سواء على الصعيد التنموي أو مختلف المجالات، ونطمح للحصول على مزيد من الدعم خاصة وأن من أهم المشاكل الأساسية في اليمن هي البطالة، فالإقتصاد اليمني حاليا غير قادر على استيعاب هذه الأعداد المتدفقة من الشباب الباحثين عن عمل، ونطمح أن تساعدنا دول الخليج في استيعاب جزء من هذه العمالة، وهذا ما سيحقق على المدى القصير والمتوسط نوعا من الإستقرار، كما نتوجه لدول الخليج لمساعدتنا في برامج التدريب المهني وتكثيفها لخلق عمالة تتناسب مع متطلبات أسواق الخليج.
ـ تتواتر الأنباء عن نجاحات تحققها القوات اليمنية المسلحة في الحرب على التمرد والقاعدة، فهل سنشهد قريبا حسما نهائيا لتلك الحرب وإقفال جبهتيها؟
* أكيد سيتم حسم الحرب وهذا ما تم في عدة مواقع، وتعتبر هذه الحرب صعبة لأنها ليست حرب جيش مع جيش بل حربا مع عصابات وهذا صعب لأنهم يغيرون مواقعهم وتكتيكهم مختلف، لكننا مصممون أكثر من أي وقت مضى على حسمها.
وبالنسبة للقاعدة نحن مرتاحون للنتائج التي حققتها قوات الأمن اليمنية في ضرب مواقع القاعدة .