نبيل حيدر
• حقاً لا بد من الاعتذار , و حقاً حقاً يجب أن يكون الاعتذار قاعدة أساسية في قواعد و طموح بناء المستقبل و إحداث التغيير الذي لا يزال يحلق في فضاء الأمل و إن كان الخوف أن تبقى الآمال أسيرة أحلام اليقظة و مهاترات الغيبوبة السارية في أوصال التحريض على الآخر لمجرد الاختلاف على تناول الفول المحلي أو المستورد , و على ذلك قِس .
• الاعتذار له أشكال و أنواع تتقلب بين السياسي و الأخلاقي و الإنساني و الاجتماعي , وفقط تحت السياسي يوجد اليوم مليون خط و بسبب هذه المليونية غرق الأخلاقي و الاجتماعي و الكثير من الجانب الإنساني الذي نحتاجه أكثر من غيره و نطويه أكثر من غيره أيضاً .
• صلعتنا العارية من الشعر فوق ما ينبغي تمكنت السياسة من لحسها بسهولة و معها لحست عقولنا و قلوبنا و لا مبالغة إذا ما أضيفت الأخلاق إلى قائمة الخسائر التي تصيبنا جراء سياسة المعسكرات و التخندقات و تصفية الحسابات والتزييف و استغلال الفرص السياسية التي تتيح عمليات تغيير الدم بآخر للأسف ليته جديداً بل حاله (مستخدم نظيف ) .
• مجمل ما نتلهى به في دردشات الاعتذار و بناء المستقبل لا يتجاوز الملامح و ربما أطلال الاعتذار و لا يبرح غرف طوارئ السياسة التي تشيع أن إسعافاتها و معالجاتها شاملة و عامة في حين ما يشع عنها حقيقته انكباب على ملفات ذات صيت سياسي مدعومة بعناصر قوة و ظرفية تاريخية . هي تستحق الاهتمام لكن ليس بمعزل عن ملفات أخرى و لا أدل سياسيا و اجتماعيا و إنسانيا من القضية التهامية و إنسانها المستلب . و يمكن لمن يشاء أن يضيف ملفات القهر و التبكيت الاجتماعي و السياسي و الترويع الأمني و المهدر من الحقوق بسبب تغييب القوانين .
• هي مفاهيم (من معه قرش يسوى قرش )و النفوذ قرش و التأثير الفاسد قرش و السطوة قرش . و هي نفسها المفاهيم التي تدير اللعبة و تهدر الحقوق و تستمر في إهدار حق الإنسان البسيط و كرامته الزاحفة على صحراء الاستغلال الديني المذهبي و غير المذهبي , و النفوذي القبلي و العسكري و المدعم بترسانة المال و الأتباع و بغلالة صنعتها بعوضة الأنوفليس السياسية التي أنتجت أيضاً أشكالاً سياسية أخرى معصورة مع حبوب فياجرا مختلفة . في تلك الأشكال المتسيسة تكون القيم المباشرة للمواطنة و الحقوق بساط ريح ناقل إلى غايات نطاقها لا يشمل الناس كل الناس و لا التساوي كل التساوي .
• و تبعاً تتأكسد أحاديث الاعتذارات غير شاملة للمناطق الآمنة التي تمنع التحليق السياسي العاري و تحظر طيران الأحقاد و تصفية الحسابات و الرغبات المغلقة على الذات و المذهب و المنطقة و الحزب , و التي ترفض أن يكون للمساواة أكثر من عين و للحقوق أقل من المعيارية المنصفة الملجمة لمحترفي التسلق و مدمني رمي بيوت الغير .
• الاعتذار الذي يجب أن يكون هو روزنامة اعتذار قائمتها متكاملة و منظومتها اعتذار شاملة لكل مسلوبٍ حقه و منتهكٍ وجوده و ينتهك باستمرار و بدون تشغيل نظام الشرائح البغيض نظام (خيار و فقوس ) . هي مسئولية أخلاقية و وطنية و الالتفاف عليها لن يعدو أكثر من أن يكون مجرد تخدير موضعي .