خليل المعلمي
تقوم أمانة العاصمة غداً بإطلاق حملة وطنية لـ"نظافة وتشجير وطلاء" أمانة العاصمة بمشاركة كبيرة من مختلف الجهات وتفاعل كبير من المواطنين أيضاً بمختلف فئاتهم المختلفة.
وهذه جهود رائعة تقوم بها أمانة العاصمة لإشراك جميع شرائح المجتمع وفئاته في هذه التظاهرة ومن جهة أخرى إعادة اعتبار لهذه المدينة التي لاحقها الإهمال في الفترات الماضية نتيجة السياسات الخاطئة النابعة من المصالح الشخصية.
فالعاصمة صنعاء التي تزداد رقعتها الجغرافية من عام إلى آخر ويزداد سكانها بمتوالية هندسية أدى إلى تضاعف سكانها خلال العقدين الماضيين لعوامل أحدها تسارع الهجرة الداخلية إليها، هي الآن بحاجة إلى استراتيجية علمية وعملية في نفس الوقت لاخراجها من براثن التلوث التي يعيش سكانها فيه، وربما أبرز خطوط هذه الاستراتيجية يتركز في التشجير وإنشاء الحدائق الجديدة ذات المساحات الكبيرة كحديقة السبعين وحديقة الثورة التي كانت تسمى في وقت سابق بحديقة "13 يونيو" لتكون هذه الحدائق قاعدة أساسية لإنشاء مراكز ثقافية وترفيهية.
ومن أساسيات هذه الاستراتيجية أيضاً حل مشكلة التلوث الناتج عن تراكم أكوام القمامة في المقلب الوحيد الواقع في منطقة الأزرقين والذي أصبح مصدراً لتلوث المناطق السكنية والزراعية المجاورة له وأيضاً للمياه الجوفية نتيجة تسرب الملوثات إلى باطن الأرض مع هطول الأمطار.
لهذا فإن من أهم المشاريع الملحة والتي ينتظرها سكان العاصمة هو إنقاذ العاصمة من هذا التلوث وإيجاد حل جذري يراعى فيه النظرة الحقيقية لمستقبل هذه المدينة، فما يثبته الواقع أن هذا المقلب قد افتقد صفة الديمومة ويتطلب من المسؤولين في أمانة العاصمة إخراج دراسة علمية دقيقة والقيام بتنفيذها عملياً تعتمد على الواقع في حل هذه الاشكاليات.
ونؤمن جميعاً بأن حل مثل هذه المشاكل داخل العاصمة لا يمكن أن يتم إلا بتوفر النية الصادقة والوقت والتمويل الكافيين.. إضافة إلى رفع الوعي لدى السكان بمخاطر العادات السيئة والإجراءات التي يقوم بها العامة منهم خلال التخلص من النفايات وعدم التزامهم بالإرشادات الواردة في الوسائل التوعوية التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة.
فالعاصمة صنعاء قد عانت من السياسات الخاطئة عبر العقود السابقة وتوسعت بشكل مخيف بعيداً عن التخطيط الحضري المناسب تداخلت فيها المصالح الشخصية فأصبحت كمدينة مخيمات لا ترقى لتكون عاصمة لليمن الواحد وقد كانت في السابق مهد الحضارات منذ زمن بعيد، فهل من منقذ لها.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.