عبدالرقيب الوصابي
كم أتمنى من الرب - جل في عليائه - أن يمنحني عينين كعيني بابا / عبد الرحمن الغابري ، عينان خلقتا بعناية ، لالتقاط المدهش والمغاير في الحياة ، كاميرا بابا / عبد الرحمن الغابري ، تعيد إلينا الثقة في أنفسنا ، تعمق فينا حب الوطن ، وتعزز لدينا قيم المواطنة .
الغابري الإنسان والفنان معا مصور مبدع / سبحان من صوره ، وجعل الابتسامة علامة على محياه ، بقدرة عجيبة ومهارة فائقة ، يثبت اللحظة عند الدرجة صفر ، صوره الفوتوغرافية جذبت المئات من الزائرين ، يحتفي بأدق التفاصيل ، يؤنسن الأشياء ، تقترب صوره الفائضة الجمال والروح ، من اللوحة التشكيلية ،يبث فيها من روحه ، ولا يتوقف عند هذا الحد من البهاء ، بل يمنح صوره الطبيعية بعدا أسطوريا ، كرائعته صورة /حامل الصخرة ، والرجل الجبل ، وغيرهن كثير كثير.
بابا/ عبد الرحمن الغابري ،رجل بأمة ، لا ينقل تأزماته لأحد ، ولا يعادي أحدا ،يعيش الحياة بحس المبدعين وروح الأنبياااااااااء .
عندما تعرفت علية أول مرة ، شعرت أني أعرفه من زمن سحيق ، وأن روحي تألف روحه ، وخصاله قريبة من نبض الوريد ، يسعى عند كل لقاء إلى تكسير الحواجز النفسية التي تحول دون تعاملي معه ، روحه تعكس خضرة موطنه المعطاء - حيث لا حقد ولا عداء ، لم أره منفعلا أبدا ، ثمة شريان من خمر ما بين فؤاده ولسانه .
بابا/ عبد الرحمن ، كم كنت كريما معي اليوم ، أيقظت ما في قلبي من مشاعر دافئة ، وأشعلت عيني بالدمع السخين ، حين أهديتني صورتك الرائعة / حامل الصخرة ، وأمطرتني بثنائك العذب الصادق ، شعرت أن الأرض تدوووووووور بي ، وأني أرتفع عن روؤس البشر ، أعدتني إلى الأيام الخضر التي لن تكون سوى أودية في قلبك ، الصورة التي شرفتني بها سأضعها وساما على صدري - آه لوكان بإمكاني ذلك - تذكرت للتو أنها كبيرة وثقيلة ، وصدري النحيل لا يقوى على مكابدة مافيها من أشواق وآهااااااااااات .
رائعتك / حامل الصخرة ، الطفل الذي ثبت قدميه وذراعيه ، وأضفيت على روحه الخلود يشبهني كثيرا في شقائه واستبساله ومغامرته من أجل البقاء ، أما الصخرة فقد قررت مؤخرا أن أضعها جانبا ، وأحمل نيابة عنها امراة .
الصورة التي أهديتني إياها ستكون لوحة غلاف لروايتي الأولى /شيزوفرينيا ، للعلم بابا/ عبد الرحمن أكاد أنتهي خلال الأيام القادمة من كتابتها للمرة الثالثة ، فهل بمقدوري أن أكون روائيا كما تتوقع ، أتمنى أن أكون عند حسن ظنك ، والشكر لروحك حين تعلمنا دروسا في التحليق والبساطة والمحبة.