*محمد القعود*
* تحاول أن تنأى بنفسك عن هذا الضجيج المسمم بالكراهية المتشظية, والمطعم بالشعارات الذابلة والخاوية من معانيها التي تقيأها الزمن وألقاها في حفرة المخلفات البشرية, وتناسي نسيج حروفها وملامحها المنفرة والبشعة..
تحاول أن تصوب نظرك تجاه أفق بعيد لم تطأه أفكار أصحاب الرؤوس الصلدة والصدئة, والصدور القاتمة والطموحات الخرقاء, والعقول المهجنة والطروحات المريضة والعبثية.
أفق لم تشد إليه رحال أولئك الذين يتكدسون داخل علب الايديولوجيا العفنة والخانقة, أولئك الذين يتجهون دوماً نحو أقدامهم ونحو سقط المتاع,ونحو كهوفهم السحيقة ونحو اليباب المزمن ونحو ما يشير إليه الفراغ وهيلمانه, ونحو ما يدفعهم إليه الضياع وأشباحه الكثر..!!
* تحاول أن تحلق عالياً, وتفلت من سخام الجدل المتناثر حولك , وتبتعد كي لا تلوث أطراف وجدانك بما يثار من قضايا وأحاديث ورؤى سمجة وعقيمة, يجمعها السقم والبله والرداءة والقبح والغباء في أدنى درجاته ,ويؤالف فيما بينها العداء لكل ماهو جميل وأصيل ونقي وعظيم..!!
تبادر إلى كل ذلك, لأنك غير مؤهل للانغماس في متاهة مطورة وقضايا بليدة ومفتعلة, ومسرحية سوداء لا تضي فيها الكلمات ولا تجد الأفكار الحقيقية، أي درب نسير عليه, فالجهل قاطع طريق, والخراب يصدر توجيهاته لجميع الممثلين والكومبارس الذين يؤدون أدوارهم حسب النص المكتوب..!!
* تتخذ من تأملاتك ولغتك وصمتك وطناً, تتحصن فيه, وتحصن جسدك وعملك وقلبك وضميرك ووجدانك ضد جميع فيروسات وأوبئة الردة والقبح والزيف المدعم بأحدث تقنيات العصر..!!.
وتتخذ من الحب الصادق, والإنتماء العميق, والأمل المشرق والاعتزاز بقيمك وأمتك ووطنك أجنحة للتحليق وعزيمة لاجتراح الأروع, ونبضاً أصيلاً لعناق أفقك, وحياكة ملحمة مجد يطرز فصولها هتاف ضميرك وتوهج رؤاك وثراء ربيع أرضك وأحلامك..!!
تذهب إلى نفسك, محفوفاً بضوء حبك وإيمانك, ويذهبون إلى غدِِ مخيف, وظلام مكثف, ومرحلة لا عنوان لها..!!