ظهرت جريدة السياسية بالاعتذار الذي نشرته في عدد الثلاثاء 9 يونيو عن الصورة التي ازدانت بها الصفحة الأخيرة لعدد أمس الأول ، وكأنها متعارضة مع ما عهدناها منذ اشراقة شمسها جريدة متسلحة بوعي مهني (قيمي) حداثي مثلت من خلاله إضافة نوعية لتجربة الصحافة اليمنية والرسيمة على وجه الخصوص.. اعتذار أي صحيفة عن فعل نشر تعتبره يخدش الحياء وهو دون ذلك تماما .. يعد مؤشرا خطيرا يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا . لحفظ ماء تجربتها الناصعة كان حريا بالصحيفة أن توضح للقارئ أي خدش للحياء اعتذرت عنه في نشر صورة يظهر فيها عروسان لبنانيان بملابس زفافهما متحليان بأعلى درجات وعيهما الديمقراطي، عندما أصرا على الإدلاء بصويتها في يوم عرسهما ؟!... إن الجريدة - بهذا الاعتذار - قد خدشت حياءنا صحفيين ويمنيين ؛ لأنها حاولت أن تلبسنا (زيفا) ملابس حماة الفضيلة و وتظهر غيرنا (بهتانا) و كأنهم رعاة الرذيلة ... كيف لنا أن ننصب (محكمة الفضيلة ) ونضع صدر تلك العروس خلف قضبان الرذيلة بينما نحن عاجزون عن أن نتجاوز بتفكيرنا قشور الوعي الإنساني والجمالي بالحياة والدين .
أين دعاة الفضيلة ممن يخدشون حياءنا بكشف عوراتهم وتبولهم وتغوطهم (دون ذرة حياء) على أرصفة شوارع العاصمة في ربيعة النهار ..و أين هم مما تتعرض له المرأة يوميا من أشكال العنف الرجالي اللانساني في كل مكان ؟!..
على ما يبدو أن المرأة سواء كانت داخل برواز صورة فوتوغرافية أو خارجه تبقى هي (البعبع) والتي يفترض أن نخاف منها علينا نحن الرجال (القوارير) ...