قال سياسي بريطاني بارز إن وفاة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز تمثل انتكاسة خطيرة للفقراء والمضطهدين في أمريكا اللاتينية والعالم.
وكتب النائب البريطاني عن حزب “الاحترام” جورج جالوي في مقال بصحيفة ذي إندبندنت يقول: إنَّ شافيز- الذي نعته بأنه أكثر الزعماء الذين أُعيد انتخابهم في العصر الحديث- أحدث “تحولاً في فنزويلا بفضل قوة عزيمته وتصميمه وثورة شعبية استوعبت المهمشين والأقليات العرقية والعمال وشرائح أساسية من أهل الفكر التقدميين ممن رأوا فيه سبارتاكوس حقيقيًا”، في إشارة للرجل الذي عاش بين عامي 109 ق.م و71 ق.م وقاد ثورة العبيد الثالثة ضد الرومان.
ويضيف جالوي: إن شافيز “لم يحشد جيشًا من العبيد (كما فعل سبارتاكوس)، بل جمع حوله أولئك الذين احتقرتهم القلة الحاكمة كالحطابين وعمال النفط، المادة التي جعلت الأغنياء يزدادون غنى فيما مضى”.
ويتابع القول: “لقد جرى توزيع الثروة النفطية إبان ثورة شافيز في شكل أجور ترتفع باستمرار، وقبل كل ذلك في صورة هندسة اجتماعية طموحة. فقد شيد خامس أكبر تجمع طلابي في العالم باستحداثه عشرات الجامعات الجديدة”.
ويمضي جالوي في ذكر مآثر الرئيس الراحل قائلا: “إن أكثر من 90% من الفنزوليين يتناولون ثلاث وجبات في اليوم لأول مرة في تاريخ ذلك البلد. وبات حصول عامة الشعب على مساكن اجتماعية عالية الجودة هو القاعدة مع عهد قطعه بأن يعيش جميع الفنزوليين بنهاية ولايته الرئاسية في مسكن مشرف”.
ولم تقتصر طموحات شافيز على فنزويلا وحدها، فقد تعهدت وحدة أمريكا اللاتينية بالرعاية، والحركات الديمقراطية والاشتراكية في كل أنحاء القارة بالتشجيع، وأسس بنك الجنوب، وجامعة الجنوب، وحتى محطة الجنوب التلفزيونية (تيلي سور).
وهناك بعيدًا عن قارته -يقول جالوي- ناصر شافيز القضية الفلسطينية، ومنح جنسية بلاده للاجئين فلسطينيين. “وعندما غزت إسرائيل لبنان في 2006 طرد السفير الإسرائيلي لدى كراكاس، وظلت علاقته معها مقطوعة. ووقف في وجه هيمنة أمريكا الشمالية، وانحاز إلى جانب ضحايا الهيمنة الإمبريالية في كل مكان”.
ويختم جالوي مقاله بأن أشار إلى أن شافيز “سيُذكر على أنه رجل عاش ومات من أجل شعبه كمظلي وقائد مدرعات وكرئيس للجمهورية”.