يمن تودي /خاص:

في الوقت الذي كان الجيش اليمني يحتفل بدخول آخر معاقلالقاعدة في جنوب اليمن بحضور قيادات عسكرية وأمنية بارزة على رأسها وزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن القومي بعث التنظيم رسالة دامية بأنه لازال قادرا على تكدير صفو الأمن في قلب العاصمة صنعاء من خلال عدد من العمليات المتزامنة كان أخطرها الهجوم على نقطة عسكرية تابعة للحرس الرئاسي في محيط دار الرئاسة جنوب العاصمة صنعاء أسفر بحسب مصادر أمنية عن مقتل ثلاثة من الجنود وفرار المهاجمين الذين قالت وزارة الداخلية اليمنية أنها تقوم بملاحقتهم .

كما تحدثت مصادر عن إجهاض عمليات إرهابية أخرى كانت تستهدف مقر جهاز الأمن السياسي إضافة إلى إبطال سيارة مفخخة كانت معدة للانفجار .

وعلى اثر تلك التداعيات قامت السلطات الأمنية  بتعزيز نقاط التفتيش في صنعاء واستحداث نقاط جديدة ثابتة ومتحركة و فرض طوق عسكري محكم حول العاصمة وعلى مداخلها خشية دخول سيارات ملغمة أو فرار إرهابيين مطلوبين يتم تعقبهم .

وكانت الداخلية اليمنية قد بثت تسجيلات مرئية لتونسيين من عناصر القاعدة يحملان الجنسية الفرنسية تم إلقاء القبض عليهما عند محاولتهما مغادرة البلاد عن طريق مطار المكلا جنوب شرق اليمن .

كما أعلنت الداخلية اليمنية عن مقتل عدد من عناصر القاعدة من العرب والأجانب من أبرزهم "داغستاني "وصفته بأنه خبير المتفجرات داخل التنظيم.

ويرى محليين سياسيين مهتمين بقضايا الإرهاب بأنه سقوط معاقل وملاذات القاعدة الآمنة في جنوب اليمن سيحول الحرب بين السلطات اليمنية والإرهاب من حرب عسكرية إلى حرب أمنية واستخباراتية حيث من المرجح لجوء القاعدة إلى تنفيذ عملياتها بالشكل التقليدي الذي كانت تمارسه الجماعات الإرهابية في الثمانينيات من القرن الماضي .

وتخشى السلطات اليمنية من ذوبان عناصر القاعدة داخل مجتمعاتهم القبلية حيث تعد تلك أكبر التحديات التي تواجهها الأجهزة الأمنية  وتعقد من عملية ضبط الكثير من المطلوبين الأمنيين الذين يصبحون في حماية القبيلة  كما هو الحال مع من وصفته وزارة الداخلية بالقيادي الخطير في القاعدة "شايف الشبواني" والذي تمت مطاردته داخل العاصمة اليمنية أمس الأول وتسبب مصرعه في قيام قبيلته بمهاجمة المراكز والنقاط العسكرية في مأرب واستهداف أنبوب النفط وأبراج نقل الطاقة الأمر الذي تسبب في انقطاع الكهرباء عن معظم مدن اليمن حتى  لحظة كتابة هذا التقرير .