السبت, 17 كانون2/يناير 2015   26. ربيع الأول 1436

  

Twitter

 

يمن تودي نت /خاص:

دخل الصراع السياسي بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وسلفه علي عبدالله صالح  مرحلة جديدة بعد أن كان صراعاً دبلوماسياً ناعماً تغلب عليه المماحكات ليتحول في الأيام الماضية إلى  صراع خشن وصل إلى نقطة اللاعودة من خلال إطلاق الرئيس هادي لحملة عسكرية وسياسية وإعلامية تستهدف قلع أنياب ومخالب الرئيس السابق الذي لم يجد أي وسيلة للرد على خلفه سوى الاستمرار في انحنائه للعاصفة و حربه السياسية الناعمة التي باتت تتمحور فقط حول موقعه التنظيمي كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام .

الرئيس هادي أكد على إصراره السياسي تجاه طي مرحلة صالح وواصل حملته الشرسة التي دشنها بإغلاق قوات عسكرية تابعة للحرس الرئاسي لقناة "اليمن اليوم" الفضائية المملوكة لصالح ليتبع ذلك بمحاصرة جامع الصالح في قلب العاصمة صنعاء والذي لايبعد سوى مئات الأمتار عن دار الرئاسة .

و يسعى الرئيس هادي لانتزاع كل عوامل القوة بما في ذلك المعنوية التي لازالت تحتفظ للرئيس السابق بمكانة رمزية في الكثير من الحالات .

وقد تزامنت قرارات الرئيس هادي التصعيدية ضد سلفه على أكثر من اتجاه حيث أقال في التغيير الوزاري الأخير أحد ابرز وزراء حكومة الوفاق المقربين من صالح والذي يتهمه خصوم صالح بأنه كان بمثابة الدرع الدبلوماسي للرئيس السابق والذي نجح بدبلوماسيته الهادئة من إجهاض كل المحاولات التي كانت تهدف لتركيز الضغط الدولي على صالح بهدف طرده تماماً من المشهد السياسي أو إخراجه من اليمن لمدة عشرين عاماً بحسب اقتراح ينسب لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر .

ويعتبر بعض المراقبين أن التخلص من ابرز السياسيين المخلصين للرئيس السابق والذي كان يرأس الدبلوماسية اليمنية سيسفسح الطريق  أمام سهام لجنة العقوبات الدولية التي شكلها مجلس الأمن الدولي والتي تتجه اليوم نحو الرئيس صالح باعتباره المعرقل الأول للتسوية السياسية في اليمن وهو مايريد  تأكيده خصوم صالح السياسيين .

الرئيس هادي وجه كذلك ضربة أخرى لصالح من خلال انتزاع لسانه الإعلامي المتمثل في نائب وزير الإعلام عبده الجندي الذي تمت إقالته كذلك وليس الاكتفاء بذلك بل أن الرئيس هادي عين خطيب إخواني معروف بعداوته الشديدة لصالح خلفا له فيما اعتبر رسالة تعبر عن عمق الخلاف بين صالح وهادي .

وتشير تسلسلات الأحداث المتعاقبة إلى أن محاصرة قوات الحرس الرئاسي لأبرز أيقونة لازالت تذكر الناس بالرئيس السابق والمتمثلة في "جامع الصالح " مؤشر آخر على جدية الرئيس هادي هذه المرة في  التخلص من ارث صالح الذي عاد بقوة خلال الاحتجاجات الشعبية التي أغلقت شوارع صنعاء الأسبوع الماضي ولبدت سماءها بالدخان الأسود المنبعث من إطارات السيارات المشتعلة وهي المظاهرات التي رفعت فيها صور صالح مجددا مع شعار مبتكر تحت عنوان "سلام الله على عفاش" وفيه تعبير عن حالة السخط الشعبي والحنين إلى فترة الرئيس صالح مع تصاعد الفوضى الأمنية والاقتصادية وتردي الخدمات في فترة مابعد الثورة ..وهو الأمر الذي جعل الكثير من أصابع الاتهام توجه نحو الرئيس السابق بالوقوف خلف موجه الاحتجاجات التي وان بدت تلقائية جراء تردي الخدمات إلا أنها كانت بمثابة الفرصة السانحة لإقناع المجتمع الدولي بأن اليمن ستظل مصدر قلق للعالم طالما والرئيس السابق يعبث بأصابعه في المشهد السياسي وهو الأمر الذي حاول الرئيس هادي إقناع سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية به ..كما صدحت به وسائل الإعلام الرسمية مبررة إغلاق قناة "اليمن اليوم " .

المؤشرات السياسية تقول كذلك أن حصار جامع الصالح الذي لازال مستمرا حتى كتابة هذا التقرير لن يكون الأخير في ظل معركة "كسر العظم " التي انطلقت مجددا في جولة جديدة قد تكون الحاسمة بين هادي وصالح حيث يتوقع محللون سياسيون أن تنتهي المعركة في عقر دار الرئيس صالح ومعلقه الأخير والمتمثل في المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح ويتولى فيه الرئيس هادي منصب الأمين العام .

وقد بدا الصراع فعلا يدخل أروقة الحزب الذي بدا منقسما بين الرئيسين.. رئيس الحزب ورئيس الجمهورية وان كان الأول لايزال يحكم سيطرته على المفاصل الرئيسية في الحزب .

وقد تجلت بوادر الصراع حول قيادة الحزب الذي حكم اليمن لعقود من خلال إصدار اللجنة الدائمة فيه بيانا برئاسة صالح عبرت فيه عن رفضها للتغيير الحكومي الذي أجراه هادي ونددت بإغلاق قناة "اليمن اليوم" وحصار "جامع الصالح" .. وبدوره سرب الرئيس هادي ولكن هذه المرة بصفته أمينا عاما للحزب تصريحا منسوبا لمصدر مقرب منه نشرته وكالة الأنباء الرسمية وقال فيه أن قرار إغلاق قناة "اليمن اليوم" اتخذه الرئيس هادي بصفته أمينا عاما للمؤتمر الذي يمتلك معظم أسهم القناة مؤكدا أن القرار جاء حفاظاً على السكينة العامة و التسوية السياسية .

ويعد هذا التصريح تأكيداً من الرئيس هادي على مكانته السياسية في الحزب واحتفاظه بها كونها تأهله ليصبح رئيس الحزب في حال تخلي صالح عن ممارسة العمل السياسي وهذا مابات واضحاً أن الرئيس هادي يسعى لتحقيقه وبأكبر سرعة ممكنة قبيل انتهاء فترته الرئاسية وحتى يكون مسنوداً بحزب كبير كالمؤتمر يمكنه من المناورة السياسية بحرية ويهيئه للعودة مجددا للرئاسة مرشحاً  لحزب المؤتمر الشعبي العام .

أيام اليمن السياسية حبلى بالأحداث والمؤكد أنها لن تظل بعد اليوم تسير وفقا لشعار "لا حرب ولا سلم "الذي كان السمة الأبرز في المرحلة السابقة .

أضف تعليق


 

لمعرفة جمارك السيارات في اليمن

اضغط هنا