الثلاثاء, 05 آب/أغسطس 2014   8. شوال 1435

  

Twitter

تختلط تفاعلات المشهد الثقافي العربي بالتطورات المتسارعة للوضع السياسي الساخن في منطقة الشرق الأوسط التي تعد محور اهتمام القوى العظمى في العالم.. وقلما تجد مثقفا عربيا يحمل من الاهتمام بالقضايا الثقافية ما يوازيه من القضايا الثقافية كما هو الحال مع الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة السوري الذي تقلد العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية والثقافية.. يحمل الدكتور آغا رؤية شاملة لقضايا المنطقة السياسية والثقافية كما يمتلك الكثير من الجرأة في طرح وجهة نظره بوضوح ودون أي تصنع.. وفي هذا الحوار يتحدث عن آفاق الثقافة العربية وأبرز الأحداث السياسية في المنطقة العربية وموقف سوريا تجاهها.

* برأيك كيف انعكس الواقع العربي على الواقع الثقافي هل سلبا أم إيجابا؟
- لا يمكن أن يكون هناك انعكاس شرطي واحد هناك انعكاسات مختلفة، لابد من الاعتراف بأن بعض كتّاب الأمة ضاعت بوصلتهم فلم يعودوا يعرفون كيف يجيبون عن الأسئلة الكبرى.. إنه لأمر مفجع أن تسمع من أحد كبار كتّابنا سؤال الهوية أنا أتعجب من أن يسأل العرب أنفسهم عن هويتهم كأنهم أضاعوا وجوههم أو كأن المرايا تكسرت أمامهم، يبدو جنونا أن يمضي المرء في شارع ليسأل من أنا؟ وينتظر من الآخر أن يجيبه فيقول له أنت عربي..

هذا سؤال عجيب! نحن مع ترسيخ عناصر الهوية ولكننا لسنا مع سؤال ما الهوية؟ هناك فارق جوهري كبير، هويتنا ترتكز على أساسين كبيرين: الأساس الأول هو العروبة والأساس الثاني هو الإسلام، وهذان العمودان قائمان وباقيان، أما أن يأتي إمرؤ ما ليقول لي وهو من الكتاب الكبار نحن لسنا عربا.. نحن لسنا مسلمين..

لا يوجد عالم عربي.. لا يوجد عالم إسلامي.. فهذا كلام يدل على أنه فقد عقله واتزانه، لكن الأكثرية لايزيدها هذا الكلام إلا صمودا وتعلقا بأمتها وعروبتها، وخذ مثالا على ذلك شعب فلسطين الذي يقتل منه كل يوم أكثر من عشرين شخصا على الأقل ما عدا الهجمات التي يمكن أن تكون صواعق تقتل وتبيد، وهناك خطة للإبادة يقوم بها الإسرائيليون لإبادة الشعب الفلسطيني. وهناك كتاب مهم جدا لكاتبة أمريكية اسمها راين آرت تحدثت فيه عن خطة إبادة شعب فلسطين، ماذا كانت ردة فعل هذا الشعب؟ إنه يزداد رسوخا وصمودا.. خذ مثالا آخر، العراق بعد أن قصف وقسم ومزق وقتل أبناؤه، ما الذي حدث؟ أنه يزداد إيمانا بعروبته وتمسكا بهويته العربية. دعك مما يطفو على السطح هنا وهناك وخذ العمق. كذلك الأمر في سوريا نحن نحاصر منذ سنين طويلة ولكن ذلك لم يزدنا إلا تمسكا بعروبتنا وبقيمنا الأصيلة لذلك لابد أن ترى في المشهد الثقافي تنوعات عديدة.
بعض الكتّاب ضلوا السبيل لكن الأكثرية كانت واعية..

أنظر إلى مصر التي عقدت اتفاقية "كامب ديفد"، هذه الاتفاقية تضم 35 بندا مر زمن طويل عليها ولم يفعل فيها إلى الآن إلا بندان هما السفارة الإسرائيلية في مصر والطائرة، طائرة العال التي تنزل في مطار مصر أما سوى ذلك فلا شأن للشارع به.. المثقفون المصريون يرفضون إسرائيل رفضا قاطعا وبالتالي كأن شيئا لم يكن وكذلك المثقفون الأردنيون أيضا يتمسكون بعروبتهم وإسلامهم ويلتفون حول الفلسطيني رغم أن هناك اتفاقية وادي عربة.. إذن الاتفاقيات ليست وحدها التي تحدد المسار ولا شأن للوجدان العام بها، الوجدان العام حتى ولو صالح السياسة فإن الثقافة لا تصالح، وبهذا يبقى الوجدان العربي حرا متمسكا بأصالته، وأما في ما يتعلق بوجود اختراقات ثقافية فهذا قائم ولكن تأثيراته ضعيفة ولا تشكل خطرا.

* ما هي أبرز الإشكاليات التي تعترض نهوض الثقافة العربية؟
- هناك مشكلة مفتعلة في الثقافة العربية، بل هناك مشكلات كثيرة مفتعلة، قد تجد مثلا مشكلة التواصل العربي الرسمي تنعكس على الأعمال الثقافية حيث الثقافة تتجاوز ذلك.. المثقفون يتواصلون والذي يؤثر أحيانا وبنسب ضئيلة وجود صحافة مباعة للأمريكان أو للصهيونية بشكل عام تروج للعدائية بين شعب وآخر، خذ مثال ذلك ما يحدث منذ ثلاث سنين، أنظر إلى وسائل الإعلام التي تحاول أن تزرع الفتنة بين الشعب السوري واللبناني، لكن هذا لا يعطي نتائج كبيرة وبالتالي وجدان الناس أصفى وأبقى بدليل أنه عندما وقعت حرب يوليو في عام 2006م جاء اللبنانيون إلى سوريا.. من كانوا يشتمونها ومن كانوا يحيونها لجأوا إلى أهاليهم وأقاموا في بيوتهم لذلك لا يراهن أحد على ما يحدث من خلافات عربية عربية فنحن أبناء أسرة واحدة، أما بخصوص المشاكل الثقافية العربية اليوم تكمن، إذا أردنا أن نجسدها في إطار قومي شامل، في ارتفاع نسبة الأمية. الأمية للأسف ونحن في مطلع القرن الحادي والعشرين تهدد بين ستين وسبعين بالمائة من حجم المجتمع العربي، وهذا خطير جدا.

والأمية الأخطر هي الأمية المعلوماتية، إذ مازال كثير من الناس لا يتعاملون مع التكنولوجيا الثقافية، ربما الجيل الجديد وربما صغارنا أو أبناؤنا سيكونون قادرين على تجاوز ذلك، لكن هناك جيل وسيط إلى الآن يستخدم الموبايل لكنه لا يجيد التعامل معه.
أما بخصوص مسألة الحضور الإعلامي العربي العالمي فمن المؤسف أن تجد لدى العرب أكثر من 250 قناة فضائية ولكنك لا تجد قنوات حاضرة في العالم تؤثر في الرأي العام العالمي، نحن نتبادل المعرفة أو نقل الخبر أو نقل الثقافة في بيئتنا العربية ولكن لم نظهر بعد للتأثير على المستوى العالمي. والمؤسف أننا لم نظهر بعد للتأثير حتى على المستوى الإسلامي.
فما المانع من أن يعرض مسلسلنا التلفزيوني في إيران أو في تركيا أو باكستان وبنجلادش؟ أليست هذه الأمم أمما مسلمة وتشاركنا في القيم والثقافة والحضور.

ثمة تقصير رسمي عربي وتقصير نخبوي أيضا وأزمة كتاب، نحن إلى الآن لم نجد حلولا ناجعة لتبادل الكتاب بين أقطار الأمة العربية ومهمتنا أن نقدم الكتاب للعالم وليس لنا كأسرة عربية، إذن هناك مشكلات ولا أسميها أزمات هي مشكلات قابلة للحل تحتاج إلى جدية في التعامل.

* كوزير للثقافة البعض يتهم المؤسسات الثقافية العربية بأنها بعيدة تماما عن طموحات النخب الثقافية والواقع الثقافي؟
- لايمكن التعميم بمثل هذا القول، هذا يختلف من وزارة ثقافة إلى أخرى، في وزارة الثقافة في سوريا لا نعاني أزمة مع النخب لأن المجتمع الثقافي إذا صح التعبير متفاعل وبالتالي حاضر فينا ولولاه لما كانت لدينا وزارة ثقافة.

* هل هناك رؤية عربية موحدة لموضوع العمل الثقافي؟
- بالطبع لدينا اجتماع دوري كما تعلم هو المؤتمر الدوري لوزراء الثقافة العرب ترسم فيه أسس ثقافية عربية عامة وشاملة أحيانا تنفذ بشكل جيد وأحيانا تنفذ بشكل سيء، البعض يلتزم والبعض الآخر لا يلتزم، ولكن بوسعنا أن نقول بأن هناك اتفاقا حول العناوين الرئيسية الكبرى، لا يوجد وزير ثقافة عربي غير ملتزم بالقضايا الكبرى أو وزارة ثقافية عربية غير ملتزمة بالقضايا الكبرى هذا غير ممكن، نحن مثلا في كل احتفالياتنا العربية ولاسيما برنامج العواصم العربية الثقافية حاضرون كأمة جميعنا موجودون في المهرجانات الدورية العربية كلنا حاضرون، ولكن الثقافة لا يمكن وضعها جميعها في سلة واحدة لأن الثقافة تيارات واتجاهات، لا يمكن أن ألزم مثقفي سوريا بأن يكتبوا كما يريد وزير الثقافة، لا يمكن، فهذا يسمى قمعا، أنا أسعد كثيرا حين أجد بعضهم يغرد بإبداعه ونحن نحييه أيضا، نكرم حتى المعارضين السوريين المبدعين وهذا يعبر عن مدى احترامنا لمبدأ التعددية الثقافية، أنا كرمت عددا من المبدعين الذين يقفون في الصف المعارض للحكومة وأحييهم دائما ماداموا تحت سقف الوطن.

* سقف الحرية الإبداعية الثقافية هل هو أعلى من سقف الحرية السياسية في سوريا؟
- بالطبع ليس في سوريا فحسب بل في العالم كله، المبدع محتال فني بارع يستطيع أن يلعب في فضائه الرحب، يستطيع أن يقول للملك أو للرئيس كل ما في قلبه على لسان نملة أو على لسان عصفورة، هذا ما فعله ابن المقفع وما فعلته شهرزاد حين تصدت لشهريار أما الذي لا يملك مخيلة فهو الذي يقول كلاما مباشرا يستطيع رجال الأمن أن يقتادوه إلى أقرب مخفر أو إلى أقرب مكان للأمن والأجهزة الأمنية التي لا تستطيع أن تفسر الإبداع البارع على أنه إدانة، خذ مثال ذلك كثير من الكتاب الذين كتبوا أعمالا عرضت في كل الوطن العربي ولو كانت أعمال مباشرة لسيق الكاتب إلى السجن، مثال ذلك مسرحية "الملك هو الملك" ومسرحية "الجيل يا ملك الزمان" و"كاسك يا وطن" و"الغربة"، هي رسائل سياسية معارضة للأنظمة العربية، لكن هل اقتاد أحد من رجال الأمن الماغوط أو سعد الله ونوس أو دريد لحام؟ لا بل صفقوا لهم جميعا، وخذ مثال ذلك أيضا أعمال ياسر العظمة التي يبدع فيها انتقادا يوميا للسلطة ونصفق له ونرحب، ونستفيد من ملاحظاته. تستطيع أن تلفت نظر القائد أو الرئيس أو الملك عبر حكاية أو قصة أما أن تجاهره بشكل فج وغليظ سيأتي الجواب على شاكلة السؤال.

*البعض يقول إن زمن الرمزية ولى بغير رجعة؟
- لا، لم يقل أحد ذلك ما تزال الرمزية هي سيدة الإبداع، العاجز عن الإبداع هو الذي لا يستخدم الرمز، الأدب هو أن تقدم مشاكل للموضوع وليس أن تقدم الموضوع، هناك فارق بين من يكتب عرض حال أو غيره وبين من يكتب قصة قصيرة، فارق كبير بين أن يأتي رجل إلى المحافظ أو إلى الوالي فيكتب له أنا أعاني من أزمة كذا وكذا ويحتاج هذا عرض حال وبين الكاتب الذي يكتب قصة وينشرها، هذه القصة إذا كانت مباشرة وقعت في الفجاجة وهي أدبيا مرفوضة، لابد من شيء ما من الرمزية ومن الفن في التعبير، وإلا علاما يسمي نفسه مبدعا؟ هناك فارق بين النشرة الجوية التي تصدر عن الأرصاد الجوية وتقول بأن اليوم غائم وسيشهد زخات مطر وبين أديب يصف المطر، فقصيدة "مطر" للسياب ليست نشرة أحوال جوية، إنها إبداع.

* أولا كسياسي سوري مخضرم هل تعتقد أن لبنان على مشارف حرب أهلية؟
- أعتقد أن القيادة المعارضة التي قوامها اليوم المقاومة تمتلك من الحكمة والحصافة ما يجعلها تجنب البلاد حربا أهلية ولاسيما أن الشعب اللبناني ذاق مرارة الحرب الأهلية، نرى ذلك في الذي حدث قبل أيام، كان هناك وعي كبير من قيادة المعارضة بأن كل من تم إلقاء القبض عليهم من الذين يحرضون ضد المقاومة سلموا للجيش ولم يتم اعتقالهم لدى المعارضة هذا دليل على أن المقاومة لا تريد أن تسلم رأسها للذبح ولكنها في الوقت ذاته لا تريد أن تقطع رأس أحد.

* هناك حديث عن تدخلات أو تأثير سوريا وإيران بالدرجة الأولى على المعارضة في لبنان، ما رأيك في هذا؟
- أولا القول بأن سوريا تتدخل في الشأن اللبناني قول قديم، الآن العرب جميعا يريدون من سوريا أن تتدخل في الشأن اللبناني، ومن أجل أن نطمئنهم بأننا لن نتدخل في الشأن اللبناني قال الرئيس بشار الأسد ما يحدث هو شأن لبناني داخلي، وزير خارجيتنا لن يحضر الاجتماع، نحن سنقف وسنقول نتمنى لكم أن تتوافقوا ولا تحشرونا معكم في مشاكلكم، المجتمع الدولي كله يطلب من سوريا التدخل في الشأن اللبناني ولكننا مصرون على أن لا يتدخل أحد في الشأن اللبناني، اللبنانيون قادرون على حل مشكلاتهم. أما إيران فلا أظن أن أحدا من التيارات المتصارعة ألقى القبض على إيراني يحمل سلاحا، لست معنيا بالدفاع عن الحضور الإيراني لكن هناك فارقا بين أن تكون شيعيا وأنت عربي أصيل وبين أن تكون إيرانيا، دائما يتهم الشيعي بأنه إيراني وهذا هو العجيب، الشيعة مذهب من مذاهب الإسلام ظهر في حياتنا العربية وامتد إلى الأقطار الإسلامية لكن ليس الشيعي إيرانيا بالضرورة هناك في إيران شيعة وسنة، كل مجتمعاتنا الإسلامية شيعة وسنة وإذا كانت حركة أمل وحزب الله ينتميان مذهبيا إلى الشيعة فإن صراع هذين الحزبين مع العدو الصهيوني لا يقوم على أساس أنهما شيعة بل على أساس أنهما مقاومان يقفان ضد الصهيونية وبالتالي ليسا وحدهما في الميدان نحن سنة ونؤيدهما.

* هناك وجهات نظر شهيرة في هذا الشأن بالذات، الرئيس المصري حسني مبارك في إحدى المرات صرح بأن الشيعة في الوطن العربي ولاؤهم لإيران؟
- أنا أعجب من أن هذا التصريح صادر عن الرئيس حسني مبارك، فلا أنا أظن أن هناك خطأ ما الشيعة العرب ولاؤهم للعرب، أما كون إيران صديقة للعرب أو عدوة لهم فهذا أمر لا يقوم على المذاهب وإنما يقوم على المصالح، العرب حشدوا أنفسهم جميعا ذات يوم وحاربوا إيران نيابة عن الولايات المتحدة لكي تسقط الثورة الإسلامية في إيران ، أدت الحرب إلى خسارة مليون شهيد وإلى تدمير العراق وتدمير إيران ومن ثم حاول الأمريكان إرضاء صدام حسين والإيحاء إليه بأخذ الكويت بديلا وكانت النتيجة أنه وقع في الفخ، إيران دولة صديقة وجارة لنا وستبقى دولة جارة لنا وسيكون من الجنون أن نفكر بمزيد من الحروب مع إيران ومن الحماقة أن نذهب إلى عدو نفتعله في إيران ونغفل عن عدو قائم بجوارنا هو إسرائيل، هذه لعبة أمريكية صهيونية خبيثة يريدون الإيحاء إلينا بأن العدو قادم من الشرق وأنه ليس إسرائيل.

إيران دولة صديقة مسلمة لا مصالح لها في أن تدخل أية حرب لا مع العرب ولا مع سواهم وهي تمضي في طريق التنمية ولنا مصالح مشتركة معها وليس من صالح الخليج العربي أن يكون عدوا لإيران وليس من صالح إيران أن يكون لها عدو في الأمة العربية، العدو الوحيد هو الصهيونية بمشروعها والبيت الأبيض الذي يسيطر عليه الإسرائيليون.

* هل تعتبر أن ما تقوم به إيران في العراق دور إيجابي أم سلبي؟
- هناك مبدأ شهير في الفيزياء اسمه مبدأ الحلول، حين يفرغ مكان يحل فيه أول قوي، لو أن العرب حضروا في العراق لما حضر الإيرانيون، العرب تركوا الساحة في العراق فارغة ثم لاموا الإيرانيين، قد تقول لي بأن هناك شيعة في العراق يسهلون دخول الإيرانيين، وأنا أقول لك بأن هناك سنة في العراق يسهلون دخول السنة لماذا لم يفعل العرب ذلك؟ أين العرب؟ العرب كثير منهم يصطف خلف قوات الاحتلال.

* وسوريا أين كانت؟
- سوريا موجودة دائما في الدفاع عن عروبة العراق وعن وحدته ولا نقبل تدخلا خارج الأمة العربية في شؤون العراق، نحن ندعم العراقي العربي الأصيل.

* لو أن صدام حسين ظل جارا لسوريا، هل كنتم ستفضلون ذلك على الحكومة الحالية؟
- أنا لا أحب الأسئلة التي تبدأ بلو، ولا الأسئلة الافتراضية، أريد الحديث عن الواقع، حين كان صدام حسين رئيسا للعراق ألقى الرئيس الراحل حافظ الأسد خطابا دعاه فيه إلى وحدة فورية بين سوريا والعراق وأن يكون له حضور كبير في المنطقة مقابل ألا يدخل الكويت لكن صدام أصر على موقفه.

* ولكنها كانت مؤامرة دولية معدة سلفا؟
- نعم مؤامرة، ولكن جزء كبيرا منها ليس مؤامرة، عليك أن لا تبتلع كأس السم حين تعلم أنه سم.

* العلاقات السورية مع العراق هل تطورت؟
- نعم علاقاتنا مع الحكومة العراقية ممتازة جدا ولعلي آخر مسئول سوري زار العراق، تشرفت بلقاء الرئيس جلال طالباني حين نقلت إليه رسالة الرئيس السوري بشار الأسد بحضور القمة العربية وأجريت مباحثات هامة مع صديقي هوشير زيباري وزير الخارجية ونحن نتعامل مع الحكومة العراقية بود وبمحبة لكي نؤسس لحضور الحكومة العراقية القادرة على أن تحقق هدفنا المشترك في أن تنسحب القوات الأمريكية وقوات الاحتلال بشكل تدريجي من العراق.

* هل هناك تنسيق مشترك بين سوريا وإيران فيما يخص الأحداث الجارية في العراق ولبنان؟
- لا أقول تنسيقا هناك تبادل معلومات وتبادل آراء، لا تخضع إيران لإرادة سوريا ولا تخضع سوريا لإرادة إيران، نحن حين تلتقي مصالحنا المشتركة نتفق ولكن المصلحة العربية العليا هي الأعلى عندنا لذلك هناك من يظن أن هناك تحالفا سوريا إيرانيا، هذا فهم خاطئ هناك علاقات إيرانية سورية متينة أما التحالف فسوريا لاتتحالف إلا مع أمتها العربية.

* هل هناك ضغط من بعض الدول العربية على سوريا حاليا فيما يخص الأزمة اللبنانية؟
- منذ أن قتل الحريري إلى الآن ونحن نعاني من هذا الضغط، مطلوب من سوريا أن تدير ظهرها للقضية الفلسطينية، أن تطرد كل المقاومين، حتى أن هناك عروضا خطيرة ومضحكة، يعرضون علينا عروضا سخية جدا مقابل أن نساعد الأمريكان والإسرائيليين في جمع سلاح المقاومة حزب الله "خذوا الجولان وساعدونا في جمع سلاح حزب الله، خذوا الجولان واسمحوا لنا بأن نبيد غزة".

* هل تقصد الوساطة التركية؟
- لم أقصد الوساطة التركية أنا أقول بأن هذا معروض من الضغوط العربية، نحن سنواصل دعم الحق العربي، وحزب الله موجود في المنطقة لكي تتحرر الأرض العربية، وإذا تحررت الأرض العربية بناء على المبادرة العربية للسلام عندها نقل لا داعي إلى وجود مسلح في جنوب لبنان، أما والأرض لا تزال محتلة فليس من المنطقي أن تقول لحزب الله سلمني سلاحك كي أقتلك به.

* مزارع شبعا هل تنظرون إليها كأرض لبنانية أم كأرض سورية؟
- نعتقد بأنها أرض عربية سواء كانت للبنان أم لغير لبنان، فهي أرضنا العربية.

 

أضف تعليق