يعد جيش رجال الطريقة النقشبندية اليوم من أبرز الجماعات التي تقاوم الاحتلال الامريكي في العراق حيث تتميز عملياتها بالدقة والخبرة التي استمدتها من خبرات الجيش العراقي السابق الذي انضم الكثير من افراده وضباطه لهذه الجماعة ماحولها الى نموذج للجيش العراقي السابق كما يقول الدكتور صلاح الدين الايوبي الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبدنية في هذا الحوار النادر الذي خص به "يمن تودي نت" والذي يتحدث فيه عن العديد من مبادئ وأراء الجيش ومواقفه تجاه العديد من القضايا الفاعلة في المشهد العراقي ..ويستمد هذا الحوار أهميته من الخصوصية التي تميز جيش رجال الطريقة النقشبندية كونة يستمد جذوره الفكرية من طريقة صوفية ينتمي اليها الكثير من العراقيين اضافة الى كونها أول جماعة صوفية في العصر الحديث تقريبا تمارس العمل الجهادي المسلح في ظل ماهو سائد عن الطرق الصوية من الاستعاضة بالجهاد عن النفس عن ممارسة العمل المسلح وهو ما نسلط الضوء عليه في شق من هذا الحوار الخاص:
*أولا نود أن نعرف نبذة تاريخية عن الطريقة النقشبندية في العراق؟
- الطريقة النقشبندية: هي طريقة تطبيق الأحكام الدينية الإسلامية في كتاب الله تعالى (القرآن) وسنة رسول الله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم): أقواله وأفعاله وأحواله وأخلاقه للوصول إلى رضا الله تعالى، هذا معناها حصراً، ولا تعني غير ذلك، وإنما سميت الطريقة النقشبندية بهذا الاسم لأن طريق الوصول إلى رضا الله تعالى لا يكون إلا بصحبة من أحبهم الله ورضي عنهم من عباده المؤمنين وأولياءه الصالحين والعاملين بكتاب الله تعالى المتبعين لخاتم النبيين (صلى الله عليه وسلم)، وقد درج المؤمنون سابقاً على تسمية الطريق إلى الله تعالى باسم الرجل الصالح الذي يدل الناس على طريق الله ويدعوهم إليه في ذلك الزمان، كما سموا مذاهب الاجتهاد الفقهي بأسماء المجتهدين، فتجد الطريقة سميت قادرية لما ظهر الشيخ عبد القادر الكيلاني ودعا الناس إلى طريق الله، وسميت رفاعية على اسم الشيخ أحمد الرفاعي، وشاذلية على اسم الشيخ أبي الحسن الشاذلي، وكذلك سميت النقشبندية على اسم الشيخ محمد بهاء الدين شاه نقشبند البخاري، والنقشبندية من الطرق التي انتشرت في أرجاء العالم الإسلامي، وحظيت بقبول المسلمين، والعلماء منهم على وجه الخصوص، وذلك لبعدها عن البدع والخرافات، والتزامها كتاب الله تعالى وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) منهجا، ومن ضمن البلاد التي انتشرت بها العراق، وسلكها عدد كبير من المسلمين، وسبق لأتباع الطريقة النقشبندية أن جاهدوا في العراق ضد الاستعمار الانكليزي، لكنهم اليوم برزوا بشكل أوضح ألفت أنظار الصديق والعدو، وذلك بتشكيل هذا الجيش العظيم المجاهد.
* من السائد عن الطرق الصوفية انها لاتميل للعمل المسلح ..كيف تحولت الطريقة النقشبندية الى حركة جهادية في العراق وماهي الأسس الفكرية والدينية التي انطلقت منها؟
- الطرق الصوفية طريقة واحدة، وهي طريق مجاهدة النفس على أمرين:
1. محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وخلائقه، ومحبة الخير والحق والصلاح والنفع لكل مخلوق من باب حديث خاتم النبيين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) (خير الناس أنفعهم للناس) وقوله (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وقوله (صلى الله عليه وسلم) عن أفضل الإيمان (أن تحب للناس ما تحب لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك)، فمتى ما كان العدل سائدا والحق متبعا والشر بعيدا والباطل زاهقا والظلم منحسرا والدين ظاهرا ترى أهل التصوف سلما وسلاما لا غير، منشغلين بمجاهدة أنفسهم وترويضها على حب الله وذكره وحب البلاد والعباد وتنوير قلوبهم والتلذذ بعبادة ومناجاة ربهم، وهم متخلقون بأخلاق نبيهم (صلى الله عليه وسلم) الذي هو رحمة للعالمين قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ولا تميل نفوسهم إلى أي عمل مسلح وغير المسلح إن كان فيه مضرة أو مفسدة ضد أي مخلوق من الخلائق، وهو السائد عن الطرق الصوفية أنها لا تميل إلى العمل المسلح.
2. كره الكفر والشرك ومعصية الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وكره الباطل والشر والفساد والاعتداء والظلم والبغي على كل مخلوق، فمتى ما كان الكفر والشرك والظلم سائدا والحق مسلوبا ومغلوبا والشر قريبا والباطل متبعا والدين منبوذا ومنطمسا ترى أهل الطرق الصوفية حربا على أعداء الدين والحق والخير والصلاح والنفع وحربا على أهل المنكر والبغي والظلم والفساد والكفر والشرك والاعتداء على الناس، ويميلون إلى العمل المسلح وجوبا عليهم وفرضا مفروضا من باب (من رأى منكم منكرا فليغيره.....) وأي منكر أقبح وأعظم من إضلال البلاد وإذلال العباد وامتهان الحقوق وسلبها وتدنيس المقدسات وانتهاك الحرمات وسلب الحريات.
وبذلك عرفنا كيف تحولت الطريقة النقشبندية إلى حركة جهادية.
أما الأسس الفكرية والدينية التي انطلقت منها فهي من باب قول الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، حيث أن مزاولة الحق والخير والصلاح هي بر وتقوى، ونحن مأمورون أن نتعاون للوصول إليها وملازمتها، أما الإثم والعدوان والفساد والشر والظلم والكفر والشرك فمنهيون عنها ولا نتعاون عليها بل نتعاون على نبذها ومجانبتها.
وهذا المفهوم الديني الذي هو مجاهدة النفس على حب الخير والوصول إليه بالطرق المشروعة وكره الشر واجتنابه بقدر الاستطاعة يسمى الجهاد.
إذ هي أسس دينية عقائدية إنسانية تقرها جميع الشرائع السماوية والوضعية، وهي سنن فطرية وخلقية خلقها الباري عز وجل في نفس كل مخلوق، فترى حتى الحيوان والطير والحشرات تدافع عن أماكنها وعشوشها وبيوتها بكل ما تستطيع، فكيف يعقل أن تحتل بلادنا وتنتهك حرماتنا وتدنس مقدساتنا وتسلب حرياتنا ونقبل ونسكت بحجة أنا صوفية ولا نميل إلى العمل المسلح، وهذا مفهوم روجه أعداء الدين على التصوف الذي هو الدين كله، يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وعليه فنحن لما جاهدنا المحتلين لم نبتدع على التصوف أمرا جديدا في جهادنا، بل لما وقع الغزو على بلدنا صار الجهاد فرضاً على المسلمين، فقمنا بواجب الجهاد الذي فرضه الله علينا وتعلمناه من مشايخنا، بل ومشايخنا هم الآن قادة الجهاد، فلم نفعل شيئا هو ليس من أعمالنا، وإذا رجعت إلى تاريخ المسلمين وجدت أهل التصوف هم قادة الدعوة والجهاد على مر العصور، حيث لم يكن يوجد غيرهم أصلا، كنور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح وعمر المختار وغيرهم الكثير، ولما أبعد الحاقدون الناس عن التصوف من خلال تشويه صورتهم غابت عن الناس الصورة المشرقة لأهل التصوف وصاروا إذا ذكروا التصوف ذكروا معه البدع والخرافات والانزواء عن الناس والعزلة، ولما احتل العراق ظهر (جيش رجال الطريقة النقشبندية) وسطر أروع البطولات في جهاده ضد المحتلين حتى صار اليوم الفصيل الأكبر في المقاومة العراقية على الإطلاق، وله شعبية واسعة من جميع قوميات وأطياف الشعب العراقي، وطريقتنا بذلك لم تبتدع أمراً جديدا على التصوف، بل أعادت للأمة مفهوما أماته أعداء الدين، وأعلمت العالم كله، المسلم والكافر أن التصوف هو الطريق الحق الذي يمثل الإسلام حق التمثيل، وبذلك أرجعنا الفهم الصحيح (أن التصوف هو الإسلام كله بعينه لا غير)، حتى صار الصوفي اليوم في أي مكان في العالم يفتخر بأنه صوفي بسبب جهاد النقشبندية في العراق.
* كيف تقيمون علاقتكم بباقي الحركات الجهادية الاسلامية في العراق؟ وتحديدا الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين؟
- بما أن غايتنا إيمانية وطنية وهي طرد المحتل من أرض العراق فنحن مع كل مجاهد مؤمن صادق يستهدف العدو المحتل ولذلك فلدينا علاقات تنسيق وتعاون مع سائر الفصائل الجهادية والتي تستهدف المحتل فقط وبقدر ما تسمح به ظروف العمل الميداني، وعلاقتنا بهم طيبة ونقيمها معهم ضمن ثوابتنا الجهادية الإيمانية التي اعتمدناها في جيشنا.
* ماهي طبيعة علاقتكم بما يسمى دولة العراق الاسلامية؟
- بغض النظر عن التسميات فنحن مع كل من يستهدف المحتل، ولسنا مع من يستهدف العراقيين، أو يكفر الناس بلا قيود ولا ورع، أو يعمل لأجندة خارجية.
* كيف تنظرون اليوم الى واقع القوات الامريكية في العراق؟
- إن الأمريكان تورطوا شر ورطة لما احتلوا العراق بتغرير من عملائهم الذين أفهموهم أن شعب العراق سيرحب بهم، وما أدركوا ورطتهم هذه إلا بعد أن أثخنت جراحهم وتمرغت أنوفهم بفعل ضربات وصولات المجاهدين الأبطال الذين لا يعرفون الخوف ولا الخضوع والركوع إلا لله، فأمريكا اليوم "وإن كابرت" أضعف ما كانت في تاريخها كله، وما ذلك إلا بسبب احتلالها للعراق، وإن النزيف المالي والهزة الاقتصادية التي أصابتهم في الأيام الأخيرة والتي اعترفوا بها وسمعناها وشاهدناها في وسائل الإعلام والتي أثرت عليهم وعلى جميع الدول الموالية لهم اقتصاديا وسياسيا لهي خير دليل على هزيمتهم، فهم اليوم يعيشون واقعا مريرا في العراق، يتجرعونه مرغمين، وهمهم الأكبر ترتيب عملية الهزيمة تحت مسمى الانسحاب من العراق وبأي حجة كانت، وذلك لما يلاقونه من جحيم الموت في العراق رغم التعتيم الإعلامي الذي فرضوه على المؤسسات الإعلامية، ونحن نرى النصر عليهم مسألة وقت لا غير، والنصر ليس على القوات الأمريكية في العراق فحسب، بل إنا نرى نهاية الأسطورة الأمريكية قد قربت، فليس ببعيد ما حدث للاتحاد السوفيتي لما اعتدى على المسلمين وكانت نهايته إلى دويلات تعاني الفقر والضعف، كذلك فالدور اليوم لأمريكا، ولست بذلك مبالغاً أو بعيداً عن الواقع بل إن الأيام القادمة ستشهد بإذن الله على ما أقول.
*هل تعتقدون ان الحكومة التي تحكم العراق اليوم تغلب عليها النزعة الطائفية؟
- إن الحكومة التي تحكم العراق اليوم نصبها المحتل، وإن أهم ما جاء به المحتل الطائفية وتقسيم العراق وزرع الفتن، ومما لا شك فيه أن هذه الحكومة تنفذ هذه الأجندة بالنيابة عنه، لأنها جاءت معه وخدمته منذ دخل العراق حتى يومنا هذا، وستبقى معه لأنها ذراعه الأيمن، وفي حال انسحابه فإنها ستولى الدبر معه أو قبله لأن الشعب يرفضها جملة وتفصيلا.
* التدخل الخارجي في العراق كيف تقدرون حجمه وخصوصا التدخل الايراني -الاسرائلي -العربي؟
- مما لا شك فيه أن التدخل الإيراني والإسرائيلي في العراق سافر لا يخفى على أحد، فإسرائيل تعد العراق عدوها الأول لأنها تعلم أن الذي سيحرر القدس من براثن احتلالها (عصائب من أهل العراق) كما في الحديث الشريف، بل إن أهم أسباب احتلال العراق خوف إسرائيل منه، وخصوصا لما كانت قيادة العراق تنادي بتحرير فلسطين، وسبق أن وجهت لهم ضربة قوية في عام (1991) بوابل من الصواريخ، مما دفع أمريكا إلى غزو العراق، فتدخل إسرائيل اليوم بزرع الطائفية والفتن في البلد ومحاولة تقسيم العراق إلى أقاليم وكيانات ضعيفة مما يضعف حاله فتكون هي في مأمن، وأما إيران فقد اعتدت على العراق في ثماني سنوات خاض العراقيون فيها حرباً ضروسا ضدها، وآوت من جاؤوا اليوم على ظهور الدبابات ليحكموا العراق بإمرة المحتل، فهي لها مصالح طائفية وعنصرية ومطامع في العراق والمنطفة.
* ماهي رؤيتكم للخروج من الوضع الحالي في العراق وخصوصا بعد خروج القوات الأمريكية؟
- لا يخفى عليكم أن العراق قبل الاحتلال كان بلداً آمناً مطمئنا، شعبه ملتف حول قيادته حتى جاء الغزاة وعاثوا في الأرض الفساد، فأشعلوا الفتن وأوقدوا نار الطائفية البغيضة، وسلبوا ونهبوا وقتلوا حتى جاوز عدد القتلى في العراق المليون، ويتموا الأطفال ورملوا النساء وأثكلوا الأمهات، كل ذلك بسبب غزوهم واحتلالهم العراق، فهم رأس الحية وأساس الداء، فوجودهم في العراق يعني وجود هذه الآفات، وما أن يخرجوا من العراق فإن الشر سيزول، وما يشيعه المحتل بأن الفوضى ستحل في حال انسحابه لعبة أخرى من لعبه التي حاول أن يضحك بها على الذقون، ونحن نعلم يقيناً أن الشعب العراقي شعب واعٍ، وقد استفاد من درس الاحتلال، وسيلتف حول قيادته الشرعية الموجودة الآن داخل العراق وهي تقارع المحتل وتحضى بتأييد عامة الشعب العراقي، بل وإن الشعب العراقي ينتظر بشغف خروج المحتل لترجع قيادته ويعود معها الأمان والإلفة بين أبناء الشعب، ويتوحد البلد من أقصاه إلى أقصاه.
*هل أنتم مع مشاريع تقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم وماهي رؤيتكم للمشروع الكردي في العراق؟
- مشروع تقسيم العراق تحت مسمى الفدرالية أو أي مسمى آخر هو مشروع الاحتلال وعملائه، ونحن موقفنا معروف: نرفض الاحتلال وكل ما ترتب عليه.
*هل يشكل الجيش العراقي السابق رقما مهما في جيش رجال الطريقة النقشبندية؟
-رجال الطريقة النقشبندية قبل الاحتلال فيهم كم كبير من ضباط ومراتب وخبراء التصنيع والتطوير في الجيش العراقي السابق وبعد الاحتلال مباشرة انتظم هؤلاء الرجال في جيش الطريقة، وصار جيشنا يحتوي على عدد كبير جدا من ضباط الجيش العراقي وبمختلف الصنوف والرتب حتى صارت كثرة الضباط ميزة وسمة واضحة من سمات جيشنا، وصار جيشنا أشبه ما يكون بجيش العراق السابق في نظامه وانضباطه وتمت الاستفادة من خبراتهم العسكرية في المعارك وتصنيع وتطوير الأسلحة، فهم اليوم يديرون العمليات في ساحة الجهاد، ويصنعون ويطورون الأسلحة والأعتدة حتى أنهم صنعوا صاروخ السديد المضاد للطائرات وأسقطت به عدة طائرات أمريكية أعلن المحتلون عن بعضها وتكتموا على أكثرها، وصنعوا صاروخ البينة الذي يدكون به الآن أوكار العدو، وغير ذلك مما قام به ضباط التصنيع والتطوير في جيشنا.
* هل لديكم حقائق ووثائق مهمة عن عمل بعض الجهات داخل العراق وخصوصا تلك المرتبطة باغتيال العلماء والعسكريين السابقين وتأجيج الفتنة الطائفية؟
- تدخل عدة جهات خارجية في الشأن العراقي واستهدافها العقل العراقي لا يحتاج إلى دليل أو وثائق فهو معروف لدى القاصي والداني، وإن وراء ذلك أمريكا وإسرائيل وإيران.
* ماهو موقفكم من الصحوات والبعثيين السابقين؟
- بالنسبة للشطر الأول من السؤال فإن الصحوة كغيرها مما يسمى الأجهزة الأمنية كالشرطة والحرس وغيرهم، فكلهم عراقيون لكن المحتل غرر بهم من خلال فرضه حالة معيشية صعبة في البلد وعرضه أموالاً مغرية لمن يعمل معه مما دفعهم للانخراط في هذه الأجهزة، فنحن لا نستهدفهم ولا أي عراقي في جهادنا مهما كانت عناوينهم ومسمياتهم، ولا نستبيح أموالهم ولا مصالحهم وقد أعلنا عن ذلك في أكثر من موضع وأثبتناه في واقعنا الجهادي حتى صارت نظافة أيادينا وعدم استهداف العراقيين ركنا من أركان جهادنا وشعارا بارزا من شعارات جيشنا، وكل من انتمى إلى جيشنا أخذنا عليه القسم بأن لا يستهدف العراقيين، وشعبنا العراقي بجميع قومياته وطوائفه يشهد بذلك، وقد علم المحتلون أن هذا سر من أسرار قوة جيشنا وشعبيته التي حضي بها عند أبناء الشعب فحاولوا هم وأذنابهم مرارا تلويث سمعتنا لكن شعبنا واع والحمد لله لا تنطلي عليه هذه الافتراءات والأكاذيب، أما من جعل نفسه من العراقيين درعا للمحتل أو استهدف مجاهدينا فمن المعلوم أن الدفاع عن النفس حق ضمنه ديننا وسائر الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، ونحن نحتفظ بهذا الحق، إضافة لذلك فقد استطعنا بفضل الله أن نجند عددا كبيرا من أفراد القوى الأمنية وبمختلف المستويات حتى العليا منها للعمل ضد الاحتلال حيث يقومون بواجب استخباري ورصد تحركات العدو ونقلها لمجاهدينا مباشرة لينفذوا هجماتهم الجريئة ضد العدو وكذلك هم يقومون بتزويدنا بالسلاح والعتاد الذي يتمكنون من إخراجه وجلبه من أيدي العدو، بل وينفذون العمليات الجهادية بأيديهم كما رأيتم في إصداراتنا الجهادية المرئية، وعدم استهدافنا للقوات الأمنية ممن يعملون مع الغزاة ليس رضىً بما تورطوا به من عمالة وخيانة ولكن تحسب وحكمة حتى لا يتصدع شعبنا ويتشقق مآلا بعد خروج المحتلين وهزيمتهم.
أما بالنسبة للشطر الثاني من السؤال فنحن من هذا الشعب وإن شعبنا يوم أن كان حزب البعث هو الحزب الحاكم كان الشعب كله يواليه وينخرط فيه ولا ينكر على ذلك أحد، حتى أصبح أغلب الشعب من عناصر حزب البعث والتف ودخل في هذا الحزب العربي والكردي والتركماني والأقليات الأخرى والسني والشيعي والمسلم والنصراني واليزيدي والطوائف الأخرى لأنه حزب غير طائفي ولا عنصري، ونحن أهل الطريقة النقشبندية وجيشها أيضا من هذا الشعب كسائر الطرق الصوفية ومنا العربي والكردي والتركماني والأقليات الأخرى، وهذه الشرائح من الشعب منها من يعتنق الإسلام ومنها من يعتنق النصرانية وغيرها من الأديان، وكذلك المسلمون من هذا الشعب فيهم السني والشيعي وكذلك السنة من الشعب فيهم الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي وكذلك الشيعة فيهم الجعفرية والإمامية الاثني عشرية وغيرهم من المذاهب الأخرى الكثيرة الكثيرة ولكنهم جميعا في الأخير ونقطة الالتقاء عراقيون ويعتزون بعراقيتهم وهم شعب واحد وله أصالة وتأريخ وعراقة لا يساومون عليها ولا يتنازلون عنها ويدافعون عنها بالغالي والنفيس، وما أن دوهم البلد من قبل المعتدين الغزاة حتى هب هذا الشعب كله بكامل قومياته وأديانه ومذاهبه وطوائفه وعشائره وقبائله صغيرهم وكبيرهم رجالا ونساءا يدافعون عن أصالتهم وتأريخهم وعراقيتهم، هبوا كرجل واحد له مذهب واحد ودين واحد وقومية واحدة يحمون وطنهم الواحد ويذودون عنه، ومنهم البعثيون، ونحن مع كل عراقي غيور يدافع عن بلده فما بالك إذا كان المدافع حزبا وطنيا له قاعدته الشعبية الواسعة وله حضور فاعل في الساحة الجهادية.
* كلمة تودون أن توجهونها للأمة العربية؟
- إنا نبشر أمتنا العربية والإسلامية بأن النصر قرب أجله ولاحت بشاراته فالمحتل اليوم لا هم له سوى الهزيمة من العراق، ونهيب بشعب أمتنا العربية والإسلامية أن يدعموا المقاومة العراقية، فهي التي كسرت هيبة أمريكا وأرغمت أنفها بالتراب وجعلت من الأسطورة الأمريكية العظمى ركاما من الماضي.