الثلاثاء, 05 آب/أغسطس 2014   8. شوال 1435

  

Twitter
 

هاجم الأمين العام السابق لتنظيم الشباب المؤمن محمد عزان (الحوثيين) في صعدة واتهمه بالإنقلاب على أهداف الشباب المؤمن الذي كان يسعى للإنفتاح على الآخر.

وقال: إن حسين الحوثي الذي قاد التمرد في 2004 استغل الأفكار الجارودية – أحد الفرق الزيدية - خصوصا في ما يخص الإمامة وأوحى بها إلى بعض الشباب، من الذين يحاربون معه الآن.

وأكد أن الحوثيين لايقبلون بالحوار "إلى يوم القيامة"، ودلل على ذلك بالحروب الخمس الحروب التي مرت، مضيفا: لايمكن للحوثيين أن يقبلوا بالحوار إلا إذا قلت أنك ستكون الخليفة.

وأعلن أنه مع الحسم العسكري إلى الحد الذي يقبل الحوثيون فيه بالحوار، أما إيقاف الحرب في حين مايزال الحوثي غير قابل بالحوار فإن ذلك يعني مزيدا من التوسع للحوثيين.

الشباب المؤمن غير الحوثيين

الحوثيون لايمكن أن يقبلوا بالحوار إلا إذا قلت لهم أنهم ستولون الخلافة

ونفى الباحث عزان في تعليق لـ كل الوطن الإتهامهات التي توجهها الحكومة عن أن الشباب المؤمن هم الذين يقاتلون، مؤكدا أن لا علاقة بين الشباب المؤمن وما يجري حاليا في صعدة.

وفي إجابته عن سؤال حول اتهامات نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن رشاد العليمي للشباب المؤمن بارتكاب عمليات إرهابية في ثمانينات القرن الماضي، نفى عزان ذلك، لم يكن الشباب المؤمن حينها قد ظهر.

وأكد أن الشباب المؤمن جاء قبل حسين الحوثي في 1986م القرن الماضي، مشيرا إلى أن حسين الحوثي وفي أول بيان له في الحرب الأولى خلال العام 2004م أكد أن بداية حركته انطلقت قبل عامين ونصف.

وأضاف: من يرجع إلى الحرب الأولى يلحظ أن أتباع الحوثي لم يتجاوزوا 150 شخصا لذا تمكن الجيش في تلك الفترة من تحقيق تقدم سريع وتمكن من قتل حسين الحوثي، مما يدل أن التوسع جاء من بعد الحرب الأولى.

وأكد أن لديه رسائل من حسين الحوثي تطالب بإلغاء أهداف الشباب المؤمن مما يدل على أن حسين الحوثي كان يرفض توجه الشباب المؤمن المنفتح.

إلى 1050هـ

يمكن مواجهة الفكر الحوثي بالفكر ولكن من داخل المدرسة نفسها

وأرجع الباحث عزان ما يفعله الحوثيون اليوم في صعدة إلى خلفية تاريخية تمتد إلى ما قبل 1050هـ إلى أبي الجارود.

ونفى عزان – أحد القادة الدينيين في المذهب الزيدي - أن يكون ما يقوم به الحوثي الآن يرجع إلى المذهب الزيدي الذي يبرر الخروج على الحاكم، وقال: صحيح أن المذهب الزيدي يشرع للخروج على الحاكم لكن ليس كما يتصور البعض وإنما بضوابط.

وقال "المذهب الزيدي يشترط في الخروج على الحاكم أن يكون ذلك الحاكم ظالما، ووصل ظلمه إلى حد لايمكن معه التعبير عن ذلك الظلم، ونحن لم نصل إلى هذه المرحلة، كما أن الخروج على الحاكم عند الزيدية لابد أن تسبقه دعوة من شخص هو أعلم أهل زمانه، والحوثي لم يقدم الدعوة وغالبية الشعب لا يعرفون ماذا يريد ولا على ماذا يقاتل، كما أن الدعوة مشروطة بموافقة العلماء".

وأكد أن المذهب الزيدي يرفض سب الصحابة وهو ما يخالفه الحوثيون، وقال: إن المذهب الزيدي يحرم سب الصحابة تماما، مؤكدا أنه جمع 12 فتوى في هذا الصدد، ومنها فتوى للإمام الباقر أخو الإمام زيد الذي قال إن من يسب أبو بكر وعمر فهو "مرّاق".

وأشار إلى أن الإمام زيد سؤل عن من يتبرأ من أبي بكر وعمر فرد بقوله: تبرأ منه حتى الموت، مؤكدا أن العديد من علماء الزيدية أفتوا بعدم الصلاة وراء من يسب أبو بكر وعمر.

تطرف حوثي

ما يفعله الحوثيون اليوم في صعدة له خلفية تاريخية تمتد إلى ما قبل 1050هـ

وفي المقابل اتهم عزان الحوثيين - الذين يدعون انتماءهم إلى المذهب الزيدي - بسب الصحابة، وأضاف: حركة الحوثي فيها تطرف في هذا الجانب، لكنهم في الأخير لايعبرون عن المذهب الزيدي وإنما يعبرون عن أنفسهم.

وقال: إن حسين الحوثي – الذي قتل في عام 2004 – هاجم الصحابة رضوان الله عليهم، واستدل بإحدى دروسه تحت عنوان "دروس من صورة المائدة" هاجم فيها أبو بكر وعمر وعثمان، وقال: إن معاوية أحد أخطاء عمر بن الخطاب.

وأضاف: كثير من "أتباع الحوثي لايؤمنون برأي أي صاحب رأي ولاقيمة لصاحب أي فكرة غير حسين بدر الدين الحوثي، حتى أن كثيرا من أتباع حسين الحوثي، مازالوا غير راضين لقيادة عبدالملك الحوثي لهم لأنهم يعتقدون أن حسين الحوثي لم يمت وأنه سيعود وأنه لابد من شخص يحمل دور النبي صلى الله عليه وسلم ومن هؤلاء عبدالله عيظة الرزامي".

واعتبر عزان استبعاد الطموح الحوثي بالعودة إلى الإمامة غير كاف لدحض التهمة، لأن الحوثي يرى أنه لاخلاص لهذه الأمة إلا بعودة ولاية الأمر إلى أهله والذي يراه في البطنين الحسن والحسين.

وأشار عزان إلى أنه "يمكن مواجهة الفكر الحوثي بالفكر ولكن من داخل المدرسة نفسها"

وقال: "يمكن الاستدلال حتى ببعض ما جاء في ملازم حسين الحوثي التي تحوي على بعض التناقضات مع مايجري حاليا".

رؤية غير واقعية

حسين الحوثي هاجم أبو بكر وعمر وعثمان رغم أن المذهب الزيدي يحرم ذلك

وقلل عزان من أهمية رؤية الإنقاذ الوطني الصادرة عن أحزاب المعارضة اليمنية المتمثلة في (اللقاء المشترك) الداعية إلى وقف الحرب والعودة للحوار.

وقال: إن الدعوة إلى إيقاف الحرب دون وجود ثمار أوليه لها غير واقعية، وأنا أعتقد أن مجرد إيقاف الحرب سيكون مدمر بشكل أكثر.

وشدد عزان على أن الحلول العسكرية وحدها لاتكفي، كما أن الحل السلمي وحده لايكفي، وقال:  لدينا تجارب خمس حروب مضت لم يفد معها الحل العسكري ولا الإيقاف لكن يجب أن ندخل التعديلات على الحلول العسكرية أو الحلول السلامية.

وأضاف: أنا مع الحل العسكري إلى مرحلةٍ يصبح بعدها الحوثيون أكثر قبولا واقتناعا بالحوار والحلول الممكنة، لأن الحوثيين يشعرون حاليا بأنهم منصورين، وكلما تقدموا أكثر زاد ذلك الشعور حيث يرون أنه لايقف أمامهم أي شيء".

واستدل عزان على كلامه بما حدث قبل أيام في منطقة رازح التي ينتمي إليها قائلا: الحوثيون كانوا قبل السيطرة على رازح يطلبون رفع النقاط العسكرية وأن يدخلوا بسلاحهم فقط، وعندما استولوا على مواقع محددة رفضوا بعد ذلك الحوار وطالبوا بانسحاب الجيش، وبعد ذلك سيطروا على مواقع أخرى، وبعدها طالبوا بانسحاب الجيش بالسلاح الشخصي وترك الأسلحة الثقيلة.

حسين الحوثي يرى أنه لاخلاص لهذه الأمة إلا بعودة ولاية الأمر إلى آل البيت

واستطرد: نريد أن تصل الحرب بالحوثيين إلى الوعي بالحوار، مضيفا: حسين الحوثي قدم فكرة استعادة الإمامة على أساس أنها فكرة لا جدال فيها، وهو يصف علماء الزيدية الذين يخالفونه الرأي في هذا بالمنحطين لأنهم فاوضوا في هذه القضية

وأكد أن الحوثيين لايمكن أن يحاوروا إلا في حال وجود قوة تردعهم، وأنهم "لن يقبلوا أي حل سلمي إلا إذا أعطاهم الحق في امتلاك السلاح وتحقيق أهدافهم، وأهدافهم تعني أن عليهم أن يحلوا محل الآخرين".

واعتبر القبول بهذا الحل هو استثناء، مؤكدا رفضه التعامل الإستثنائي مع الحوثي لأنه سيدفع بالكثير إلى اتباع أساليبه.

الحل الشعبي

هناك تناقضات بين مايقوم به الحوثيون حاليا وبين ماكان يطرحه حسين الحوثي

وفي ورقة له - خلال ندوة لمنتدى الشيخ الأحمر عن الحوثية

- أكد عزان أن الحل الشعبي هو الأجدى لحل ما يجري في صعدة، لكنه قال: هذا الحل بحاجة إلى حكمة والحل الشعبي لا أقصد به مجرد القتال فالمناطق التي سيطروا عليها يمكن أن يتم فيها حراك شعبي يرفض سياساتهم، لأن الحوثيين أكثر ما يخشوه هو التحركات الشعبية ضدهم.

سحق الشباب المؤمن

وأكد عزان أن "تنظيم الشباب المؤمن تم سحقه من قبل الحوثيين والدولة"، مؤكدا بأن الدولة أسهمت في توزيع رقعة الحوثيين من خلال توسيع دائرة الاتهام ليشمل تنظيم الشباب المؤمن والجعفريين وغيرهم".

وأضاف "لو أن الدولة تعاملت مع الحوثي كما هو بحجمه الحقيقي لتمكنت من القضاء عليه بسهولة، لكنها وسعت الدائرة من خلال إدخال آخرين حتى أشعرتهم بالخوف".

واستطرد: أنا حاربت الحوثي سنتين قبل أن تحاربه الدولة ومع ذلك وضعتني الدولة في السجن لـتسعة أشهر، مضيفا: الشباب المؤمن منطلقاته زيدية لكنها كانت حركة قابلة للتطور والتغيير والحوار.

حسين الحوثي قدم فكرة استعادة الإمامة على أساس أنها فكرة لا جدال فيها

واعتبر الربط بين الحوثي وتنظيم الشباب المؤمن من الأخطاء "لأن مدرسة الشباب المؤمن كانت مدرسة مخالفة لما ذهب إليه الحوثي"، مؤكدا أن الحوثي خاض أول معاركه مع تنظيم الشباب المؤمن. 

وقال: إن الشباب المؤمن حركة شبابية كانت تريد أن تحرك المجتمع من حالة الركود الثقافي الديني التي وصلت إليه، مشيرا إلى أن الشباب المؤمن لم يكن لديه أية نزعة مذهبية وكانوا يريدون الإنفتاح على الآخرين.

وأشار إلى أن "الجماعة لم تكن لها أية خلفيات ولا امتدادات وهي مجموعة متحمسة حضيت بقبول كبير في أوساط المجتمع عندما رأوا أنها تجمع بين الأصالة والمعاصرة".

وأضاف " في عام 1998م كان الشباب المؤمن قد تجاوز صعدة ووصل إلى صنعاء وذمار والبيضاء وحجة، وكان لايحمل الصدام، بل ووجه باتهامات تخريب المذهب الزيدي، مع أننا لانقدس المذاهب وإنما نراها مناهج".

الدولة أسهمت في توسيع رقعة الحرب من خلال توسيع دائرة الإتهام

وتطرق عزان إلى ما تعرض له الشباب المؤمن بعد عام 1998م من قبل بعض علماء المذهب الزيدي "الذين كانوا يرون تأجيل بعض القضايا التي كانوا يريدون الإبتعاد عنها مثل قضية الإمامة"، وقال: حرصا منا على تجاوز هذه المسائل اعتبرنا أن نظام الحكم نظام بشري من حق الناس أن يصيغوه كيفما يشاءون.

وأضاف "مجمل هذه الأفكار عرضتنا لهجمات متعددة حتى أنني تعرضت للإيقاف عن التدريس في عام 1999م بحجة أننا نخرب المذهب الزيدي".

حسين والشباب المؤمن

واستطرد "في عام 2000م جاء حسين بدر الدين الحوثي من السودان، ومن خلال أخيه محمد الذي كان أحد قيادات الشباب المؤمن استطاع أن يفرض نفسه على الشباب المؤمن، وبعد عام طالب بتغيير مناهج التنظيم وهنا حدث خلاف، وفي عام 2002م أعلن حسين الحوثي انشقاقه، وصار لدينا مجموعتين من المراكز تتوزع بين حسين بدر الدين الحوثي وتنظيم الشباب المؤمن.

وأكد عزان أن حسين الحوثي هو إبن المذهب الزيدي، لكنه قال: إن المذهب لايتحمل أي من الأخطاء الشخصية له، مشيرا إلى أن حسين الحوثي لم يلتزم بالمنهج الزيدي ولابالجارودي ولا الاثني عشري، وإنما كان يأخذ ما يتوافق مع ما يحمله من أفكار ويعمل على نشره.

المشروع الحوثي سيفشل لأنه ينبع من عنصرية وليس لديهم مشروع إصلاحي 

وأضاف: "كان حسين الحوثي ينطلق من القضايا المجمع عليها، فهو مثلا يطرح قضية تفرق الأمة وتراجعها، ومن ثم يتحدث عن دور النبي صلى الله عليه وسلم في توحيد المجتمع وأهمية وجوده، ومن ثم يتساءل عن أهمية النبي (ص) ويقول: هل يمكن أن يتركنا الله سبحانه بعد وفاة النبي (ص) هملا، وبعد ذلك يتحدث عن علي بن أبي طالب، ويطرح نفس التساؤل وذلك من أجل إقناع المستمعين بشخصه.

ونوه الباحث عزان إلى الأهداف التي يحملها الحوثي"، وقال: كانت أهداف الحوثي المعلنة في البداية هي الدفاع عن النفس لكن في الحرب الأخيرة وقبل اندلاعها لاحظنا أن أتباعه يتوسعون، ويعرضون أنفسهم في المناطق التي يسيطرون عليها كبديل عن الدولة، حيث قام الحوثيون بفتح سجون ومحاكم ومدارس وجباية الزكاة، وهذا مايؤكد خروجها من كونها دفاع عن النفس".

فشل الحوثيين

وتوقع عزان في ورقته فشل المشروع الحوثي، وقال: لا أتوقع لحركة الحوثي أن يكون لها مستقبل حقيقي لعدة أسباب أولها أنها تنبع من عنصرية واضحة، كما أنه ليس لديهم مشروع إصلاحي، وهم مجرد عصابات مسلحة بالإضافة إلى أن أتباعه في معظمهم أطفالا ومتعصبين تعصب أعمى.

ودعا الباحث عزان الجيش إلى تغيير استراتيجيته في مواجهة أتباع الحوثي، أو الدخول في حوار مباشر في ظل وساطة محلية أو إقليمية.

كما دعا إلى دعم حركات شعبية مسلحة تستخدم نفس الأسلوب الذي يتبعه الحوثي، واستغلال بعض الحركات التي بدأت تظهر ضد الحوثي نظرا لسوء تعامله.

وأضاف: "الحوثيون يفرضون أنفسهم اليوم بالقوة والناس الآن صامتون خوفا من تصرفات الحوثيين الذين قتلوا قبل يومين في رازح شخصا لمجرد أنه يحمل سلاحا بعد سيطرتهم على منطقته"، مؤكدا أن خوف المواطنين لن يستمر تجاه الحوثيين وسينتهي الخوف مع مرور الأيام ويبدأ تململ الناس جراء التعامل غير الجيد.

أضف تعليق