في أجواء سادتها روح الاستشعار بالمسؤولية والمناقشات المستفيضة الهامة عقدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية الديمقراطية دورة استثنائية بالعاصمة صنعاء خلال الفترة 29- 30/أكتوبر/2010م برئاسة الأخ الأستاذ/ ناصر بن ناصر النصيري – الأمين العام للجبهة الوطنية الديمقراطية وقفت خلالها أمام جملة من الموضوعات والقضايا المدرجة في جدول أعمالها وخاصة منها المتصلة بالإعداد والتحضير لعقد المؤتمر العام الثالث للجبهة الوطنية الديمقراطية وكذا المستجدات والتطورات على الساحة الوطنية والعديد من القضايا المثارة فيها راهنا ، حيث استعرضت القيادة المركزية مشروع التقرير السياسي للمؤتمر العام الثالث الذي تضمن في الجزء الأول منة ملخصا توثيقياً لأهم وابرز المحطات النضالية والأحداث المرتبطة بالمسيرة النضالية والكفاحية الوطنية للجبهة الوطنية الديمقراطية منذو تأسيسها ودورها البارز والفاعل والمؤثر في الحركة الوطنية والدفاع عن الثورة ودعم مسيرتها المظفرة وكذا دورها كطرف ثالث في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية والدفاع عنها وتعزيز النهج الديمقراطي والإسهام الفاعل في بناء النظام الديمقراطي وتوعية الجيل الجديد قياداتها وكوادرها وأعضائها بالتاريخ الوطني الناصع للجبهة الوطنية وتصحيح المفاهيم والمواقف الخاطئة والمغلوطة لدى بعض القوى السياسية عن محطات نضالية في المسيرة الوطنية للجبهة وخلفيات الأحداث والتطورات التي ارتبطت بهذه المحطات وخاصة ، بان فترة الصراع المسلح بين الجبهة والسلطة في شمال الوطن سابقا ، كما تضمن مشروع التقرير السياسي رؤية الجبهة الوطنية لأهم الأحداث والتطورات التي شهدها الوطن خلال الفترة 2005م_2010م أي منذ عقد المؤتمر العام الثاني للجبهة الوطنية ومختلف المواقف والأنشطة التي اتخذها وقامت بها إزاء هذه الأحداث والتطورات والمتغيرات المتواصلة والمتلاحقة على كافة الأصعدة، وافرد مشروع التقرير السياسي مساحة بارزة لتقديم رؤية تحليلية سياسية للجبهة إزاء أهم التطورات والقضايا والموضوعات التي كان لها انعكاسات وتأثيرات سلبية على الواقع الوطني وفي مقدمتها أحداث التمرد في محافظة صعده ومديرية حرف سفيان وما يسمى بالحراك في بعض مديريات بعض المحافظات الجنوبية ومكافحة الإرهاب والتحديات الأخرى المختلفة التي تعاني منها بلادنا والأزمات المختلفة التي تفجرت وألحقت ضررا كبيرا بالسلم الأهلي والاقتصاد الوطني وهدفت إضعاف دور الدولة في أداء واجبها وممارسة صلاحياتها في ترسيخ الأمن والاستقرار وصون الوحدة الوطنية، إضافة إلى أفراد مشروع التقرير السياسي مساحة كبيرة للحوار الوطني الشامل بين القوى السياسية ومختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية وقدم التقرير في هذا العدد قراءة تحليلية معمقة لكل المستجدات والتطورات التي ارتبطت بمسيرة الحوار الوطني الشامل منذ عام 2005م وحتى الوقت الراهن وتضمن مشروع التقرير السياسي إبراز لرؤية الجبهة الوطنية لمفهوم الحوار ومواقفها ودورها الفاعل والبارز في مسيرته والإسهام الكبير في إنجاحه في كل محطات وجولات إجرائه، أكان على صعيد الحوار بين كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية أو بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المجلس الوطني للمعارضة أو أحزاب التحالف الوطني الديمقراطية، كما أولى مشروع التقرير السياسي أهمية كبيرة للقضية الاقتصادية وتضمن في هذا السياق رؤية ناضجة ومتقدمة من الجبهة الوطنية تهدف لمعالجة الاختلالات الاقتصادية والنهوض بالاقتصاد الوطني وبنائه على أسس متينة ليغدو اقتصادا وطنيا قويا متطورا ومزدهرا ، وتطرق مشروع التقرير السياسي لمحور السياسي لمحور السياسة الخارجية والذي أكد على إشادة الجبهة الوطنية والدبلوماسية اليمنية بقيادة فخامة الأخ / علي عبدالله صالح_ رئيس الجمهورية من انجازات ونجاحات كبيرة هي محل تقدير عالي من قبل الجبهة الوطنية ، وتضمن مشروع التقرير السياسي المحور التنظيمي الذي وثق لما شهده الأداء التنظيمي للجبهة من تطورات وما حققه من انجازات واهم المعوقات والصعوبات الموضوعية والذاتية التي تقف حائلا أمام تحقيق المزيد من الارتقاء والفاعلية للأداء التنظيمي ، في ختام مشروع التقرير السياسي قدمت الجبهة الوطنية مبادرة جديدة هامة لتطوير النظام السياسي والسلطة التشريعية ونظام السلطة المحلية والنظام الانتخابي وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات العامة والاستفتاء ونظام الشراكة الوطنية في تشكيل الحكومة وتطوير النظام الديمقراطي بصورة عامة وتحقيق الوفاق الوطني وتعزيز الاصطفاف الوطني الواسع لمواجهة التحديات الماثلة والتغلب عليها وبعد مناقشة القيادة المركزية لمشروع التقرير السياسي أقرت إنزاله إلى المؤتمرات المحلية للجبهة الوطنية الديمقراطية في أمانة العاصمة والمحافظات لمناقشته من قبل أعضاء المؤتمرات المحلية وإبداء أي ملاحظات أو تصورات بشأنه من قبلهم ورفعها للهيئات العليا ليتم على ضوء هذه الملاحظات والتطورات صياغة مشروع التقرير السياسي بصورة نهائية وتقديمه للمؤتمر العام الثالث ، واتخذت القيادة المركزية قرارات بتشكيل اللجان التحضيرية المركزية للمؤتمر العام الثالث وهي اللجان السياسية ، التنظيمية، الفنية، والإعلامية وتشكيل اللجان التحضيرية لعقد المؤتمرات المحلية للجبهة الوطنية في أمانة العاصمة والمحافظات وقررت إجراء عقدها خلال شهر نوفمبر 2010م ، وحددت القيادة المركزية قوام أعضاء المؤتمر العام الثالث وهو ( 345 ) مندوب وقررت موعد انعقاده بالعاصمة صنعاء خلال النصف الأول من شهر ديسمبر القادم 2010م .
ووقفت القيادة المركزية أمام المستجدات على الساحة الوطنية ومنها الأحداث الأمنية والممارسات الإرهابية التي تستهدف أفراد من القوات المسلحة والأمن فعبرت القيادة المركزية عن إدانتها الشديدة لهذه الممارسات والأعمال الإرهابية وتدعو كل أبناء المجتمع اليمني الوقوف صفا واحدا لمواجهة والتغلب على كافة التحديات والتصدي بحزم وإحباط كل أنواع المؤامرات التي تستهدف الوطن ومصلحته العليا وطالبت الحكومة باتخاذ مزيد من الإجراءات الفاعلة للقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره والتصدي بقوة لأعمال الشغب والتخريب والقضاء على مظاهر الخروج على النظام والقانون وعلى أي مظاهر للتمرد المسلح وخاصة تمرد الحوثيين وبسط سلطة وهيبة الدولة على كافة مناطق الوطن وأحكام السيطرة على جميع المنافذ البرية والبحرية والقضاء على التهريب والاتجار بالأسلحة والمخدرات وقيام الدبلوماسية اليمنية ببذل مزيد من الجهود لمنع ووقف تدفق الأموال من الخارج لعصابات الإرهاب وفي مقدمتها تنظيم القاعدة الإرهابي والمتمردين الحوثيين والحراك الانفصالي .
وجددت القيادة المركزية موقف الجبهة الوطنية بتثمينها العالي لمبادرة فخامة الأخ / علي عبدالله صالح _ رئيس الجمهورية التي أعلن عنها فخامته في خطابه السياسي الوطني وتضمنت دعوة فخامته لكافة القوى السياسية للحوار الوطني الشامل وصدور قرارات فخامته بالعفو العام عن المعتقلين على ذمة أحداث صعده والأعمال الخارجية عن النظام والقانون في بعض مناطق بعض المحافظات الجنوبية وإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين ، وأشادت القيادة المركزية بهذه المبادرة الوطنية الهامة لما مثلته من خطوة هامة في تعزيز النهج الديمقراطي وتطوير النظام الديمقراطي ، وتمتين الوحدة الوطنية وفي هذا الصدد فان القيادة المركزية للجبهة الوطنية الديمقراطية تدعو لجنة الإعداد والتهيئة للحوار الوطني الشامل إلى الاضطلاع بتحمل مسؤولياتها الوطنية وتنفيذ مهامها المناطه بها على أكمل وجه وانتصارها للمصلحة الوطنية العليا في تحقيق الإصلاحات السياسية والانتخابية وتنفيذ بنود اتفاق فبراير 2009م الموقع عليه من قبل المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك الممثلة بمجلس النواب وإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات العامة والاستفتاء طبقا لهذا الاتفاق وتهيئة كافة الظروف والمناخات الوطنية لإجراء الانتخابات النيابية القادمة في موعدها المحدد في 27 ابريل 2011م وضمان أن تكون انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.
وعبرت القيادة المركزية عن أملها الكبير في أن تتجاوز لجنة الإعداد والتهيئة للحوار الوطني الشامل مواقف التشدد وتمسك بعض الأطراف السياسية بدوافع وخلفيات تحقق المصالح الخاصة وفق حسابات خاطئة ورهانات خاسرة وان تضع لجنة الحوار الاعتبار لضغط عامل الوقت وتبدأ بصورة عملية بتنفيذ مهامها وتحقيق نتائج ايجابية ينتظرها ويترقبها أبناء المجتمع، وتطالب القيادة المركزية مجلس النواب بان يتخذ كافة الإجراءات الدستورية والقانونية لإجراء الانتخابات النيابية القادمة في موعدها المحدد.
وأشادت القيادة المركزية بالدور البطولي والشجاع والتضحيات الغالية من قبل القوات المسلحة والأمن في تصديه للإرهاب ومكافحته وأعمال الشغب والتخريب وإقلاق الأمن والسكينة العامة والسلم الأهلي ، ناشدت الحكومة أن تعمل على المزيد من الاعتناء والاهتمام بهذه المؤسسة الوطنية الكبرى من كافة النواحي التطويرية والتحديثية وتحسين الأوضاع المعيشية لمنتسبيها ورعاية اسر الشهداء والجرحى منها كما تشيد القيادة المركزية بدور وتعاون المواطنيين الشرفاء والأوفياء للوطن أبناء محافظات شبوة وصعده وأبين ولحج والضالع مع القوات المسلحة والأمن وإسهامهم البارز في التصدي للإرهابيين والمتمردين والانفصاليين والخارجين عن النظام والقانون ، وأشادت أيضاً بدور وأداء كوادر وأعضاء وأنصار الجبهة الوطنية الديمقراطية في مساندتهم وتعاونهم مع القوات المسلحة والأمن تنفيذ مهامها الوطنية ولما يقوم به أعضاء الجبهة من أعمال ميدانية وفي علاقتهم مع الجماهير والعمل في أوساطهم في فضح وتعرية مخططات ومؤامرات الإرهابيين والمتمرديين والانفصاليين وحث الجماهير على التصدي لها وإحباطها كواجب عليهم تجاه الوطن ، وقدرت القيادة المركزية عالياً وأشادت بدور الأخ الأستاذ/ ناصر بن ناصر النصيري _ الأمين العام للجبهة الوطنية الديمقراطية في قيادته المتميزة لها وتوجيه نشاطها وتطوير أدائها والارتقاء به من كافة النواحي السياسية والتنظيمية ، الإعلامية ، الجماهيرية وغيرها والنجاحات البارزة التي حققها في تلك النواحي رغم ضعف الإمكانيات وما تعانيه الجبهة من صعوبات ومعوقات وخاصة المالية منها كونها لا تتلقى أي دعم من الدولة أو أي جهة أخرى .
وتؤكد القيادة المركزية على الدور الوطني البارز لتكتل أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي في التصدي للمؤامرات والمخاطر التي يتعرض لها الوطن اليمني وكذا دور هذه الأحزاب في الدفاع وصون الوحدة الوطنية والدفاع عن الثورة ،النظام الجمهوري ، الوحدة الوطنية والديمقراطية .
وتدعو القيادة المركزية قيادة التحالف الوطني الديمقراطي إلى توسيع دائرة نضاله الوطني ليشمل كافة الجهات لإبراز دورة الفاعل في تمتين الوحدة الوطنية والنظام الديمقراطي والحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وإسقاط كل المشاريع التآمرية وبناء اليمن الجديد واستكمال بناء الدولة الوطنية العصرية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون والمواطنة المتساوية وترجمة تطلعات وأماني الشعب اليمني في تحقيق السعادة والرفاهية والحياة الكريمة لكل أبنائه .
وتمنت القيادة المركزية عاليا الجهود الصادقة والمخلصة التي يواصل بذلها فخامة الأخ / رئيس الجمهورية لاستعادة التضامن العربي الفعال وتطوير آليات العمل العربي المشترك والنجاحات المحققة للسياسة الخارجية والدبلوماسية اليمنية بقيادة فخامته على صعيد علاقة اليمن مع كافة دوائر نشاطه إقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً وطالبت القيادة المركزية في ختام دورتها الدول المجاورة لليمن وخاصة دول مجلس التعاون التعاون الخليجي بتسليم بلادنا كافة العناصر الفارة من وجهة العدالة المقيمة في هذه البلدان واتخاذها إجراءات حازمة بمنع تدفق الأموال لهذه العناصر وغيرها تنظيم القاعدة الإرهابي والمتمردين الحوثيين والانفصاليين باعتبارهم جميعاً يمثلون خطراً امنياً مشتركاً لليمن ودول الجوار كما تطالب القيادة المركزية الإدارة الأمريكية الحالية والاتحاد الأوربي بإعادة نظر سياستها وإستراتيجيتها تجاه شعوب منطقة الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب وإتباع سياسات موضوعية وعقلانية وناجحة تخدم المصالح الحقيقية لهذه الشعوب في الحرية واستعادة الحقوق المغتصبة وتحقيق الأمن والسلام العادل والشامل في المنطقة العربية وبما يؤدي إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين والعدالة الدولية من خلال نظام عالمي جديد للعلاقات الدولية يعترف ويصون مصالح كل الأمم والشعوب وفي مقدمتها امتنا العربية .
. // .. والله الموفق ،،،
الدورة الاستثنائية للقيادة المركزية للجبهة الوطنية الديمقراطية صنعاء 29 -30 /أكتوبر/2010م