كلمة صوتية
بعنوان..
[ إنـــي لكـــم نــاصـــح أمـــــين ]
للقائد / محمد بن عبد الرحمن الراشد
صادرة عن مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي
1430هـ - 2009 مـ
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى, الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه نصيحتي لأمتي أبدؤها بنداء الله للمؤمنين: يقول رب العزة والجلال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ).
لقد تاه كثيرٌ من الناس وتحيروا يبحثون عن المخرج من الضيق المطبق على الأمة وينشدون الحل المُجدي مما تمر به الأمة من أزمات وملمات, ولقد كنا نبحث كذلك فلم نجد حلاً نافعاً وطريقاً صحيحاً إلا ما أمرنا الله به من دفع عادية المعتدين حيث قال جل وعلا: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) وقوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ), وقول نبينا عليه الصلاة والسلام لمّا داهم العدو دار الإسلام يقول لأصحابه يحفزهم ويرغبهم بما عند الله لمن ذب عن بيضة الإسلام و ذاد عن الأعراض والحرمات, فقال: " من يردهم عنّا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة " رواه مسلم.
ياله من شرفٍ وفضلٍ لمن وفقه الله أن يكون من حماة الدين وحراس العقيدة ! فإني أقول لأمة الإسلام ناصحاً أمينا مشفقاً على الإسلام وأهله إن عدوكم الأول هم الصليبيون من الأمريكان وحلف شمال الأطلسي, فمن الذي داهم أهل الإسلام في أفغانستان وفي العراق وأعان اليهود على احتلال فلسطين وقتل أهل الإسلام ويتم الأطفال وشرّد النساء والشيوخ ونهب ثروات المسلمين إلا الأمريكان ومن حالفهم ؟
ولا يُعذر مسلمٌ قادرٌ بالقعود عن الجهاد المتعين بحجة الخوف من الأسر وغيره بل هذا مما يزيد الأمر وجوباً, يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفع العدو الصائِل الذي يُفسد الدين والدنيا فدفعه واجبٌ إجماعا ", نعم والله! لقد حاربوا الدين وما أبقوا للمسلمين دنيا.
ثم يأتي من بعدهم الخطر القادم والذي كان له الدور الكبير والباع الطويل في دخول الأمريكان على أفغانستان والعراق وما زالوا على هذا الأمر يدفعهم الطمع بأن يستولوا على بلاد المسلمين ويؤزّهم الحقد للقضاء على أهل السنة ألا وهم الروافض أحفاد ابن سبأ وابن العلقمي, ويعلم الله أن خطرهم على الإسلام وأهله أشد من خطر اليهود والنصارى كما قال ذلك كثير من العلماء ويشهد به الواقع اليوم, وإني أتحدث لكم وقد عشت عدة سنوات في قلب المأساة وعمق الألم, فمن رأى ليس كمن سمع, ولو تحدثت كثيراً لم أذكر عشر ما فعله الروافض في أهل السنة في العراق فاسألوا إن شئتم أهل السنة في المدائن ماذا فعل بهم الروافض من جيش الغدر فيلق بدر وجيش الدجال وغيرهم.
وكذلك أهل السنة في التاجي وفي ديالى وفي بغداد وفي تلعفر فوالله إنهم كانوا لا يرقبون في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة ليس المتمسكين من أهل السنة فحسب بل حتى المقصر منهم وصاحب المعاصي فقد كانوا يقتلون كل رجل من أهل السنة من علمائهم وكوادرهم وتجارهم وغيرهم ممن ينتسب لأهل السنة فيقتلون الرجال ويشردون النساء والأطفال وينهبون الأموال وما زال أهل السنة إلى الآن وهم يذوقون منهم أشد أنواع العذاب, ولقد اغتصبوا كثيراً من نساء أهل السنة وقتلوا الكثير من رجالهم في سجونهم السرية التي تحت سيطرتهم ولقد اتصلنا مع بعض إخواننا في داخل سجونهم فذكر لنا ما يشيب له الرأس ويتفطر له القلب أسى وحزناً على ما يصيب أهل السنة من أحفاد ابن سبأ, وإنّ من جرائمهم أنهم كثيراً ما يعتقلون نساء أهل السنة ويقتلون أبناءهن أمامهن تمادياً في الإجرام وكانوا يحرقون بعضهم بالنار وهم أحياء وكانوا يستخدمون الآلات الكهربائية في تعذيب الرجال وقتلهم! والحديث يطول عن مآسي أهل السنة في العراق وفي الإشارة خيرٌ من ألف عبارة, ولقد كان الشيخ أبو مصعب -رحمه الله- يسقيهم من الموت ألواناً وكان حصناً منيعاً لأهل السنة كافة وفي العراق خاصة أسأل الله أن يعوض الأمة خيراً منه, وإني أنصح بسماع سلسلة ( هل أتاك حديث الرافضة ) للشيخ أبي مصعب -رحمه الله- فإنها نافعة جامعة ومن رجل عايش حربهم ورأى أذاهم ومكرهم .
وانظروا كذلك لأهل السنة في لبنان وسوريا, أما في لبنان فإنّ أهل السنة رأوا ذلك عياناً لمّا حاول حزب الله السيطرة بالقوة على بيروت فرأوا حقدهم ومكرهم مع أنّ سياسة الحزب تتحاشى المصادمة في هذه الفترة مع أهل السنة هناك, ويريدون أن يسيطروا على الحكم بالسياسة لأنّهم يعرفون أنّ أهل السنة إذا أفاقوا ورجعوا إلى دينهم وجهادهم فلن تقوم للرافضة بعدها قائمة بإذن الله.
كذلك ألم تروا ما فعل النصيرية العلوية الذين استلموا الحكم من المحتل وتسلطوا على أهل السنة في سوريا وساموهم سوء العذاب فقتلوا الآلاف واعتقلوا الآلاف وكثيرٌ من أهل السنة هناك لا يعلمون شيئاً عن مصير أبنائهم وآخرها مجزرة سجن (صيدنايا) فلا يعلم أهالي الأسرى شيئاً عن أبنائهم بعد هذه المجزرة وما ذنبهم إلا أنهم من أهل السنة وعلى منهج سلف الأمة فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وكذلك ألا ترون وتسمعون بأطماع الحوثيين في اليمن وزحفهم على أهل السنة في صعدة وسيطرتهم على بعض مناطقهم هناك بالقوة وكذلك تحركاتهم الحثيثة في الكويت والبحرين والقطيف والسعي لتحقيق مطالبهم بالقوة تساندهم في ذلك إيران الفارسية.
فإلى متى يا أهل السنة وأنتم في سُباتكم غافلون تعلقون آمالكم في حكام المنطقة الخونة العملاء وتنطلي عليكم أكاذيبهم بأن المجاهدين عملاء لإيران, فإنا نبرأ إلى الله من ذلك, والقاصي والداني يعرف منهج التنظيم في التعامل مع كل طاغية ومرتد ومفاصلته ومنابذته لكل عدو لله ورسوله, بل ندعو الأمة أن تقف مع أبنائها الأوفياء الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل دينهم وأمتهم, أن يقفوا معهم بكل ما يستطيعون ضد الخطر الداهم عليهم من إيران ومن على ملتهم من روافض المنطقة.
فأسألكم بالله من الذي وقف ضد خطر الروافض بالعراق ورد عاديتهم على أهل السنة إلا المجاهدون الصادقون ؟ فلن يذود عن أهل السنة إلا المجاهدون الذين يأبون الضيم ولا يرضون الدنية في دينهم بل هممهم عالية تطمح لأن تطهر جميع ديار الإسلام من الصليبيين واليهود وعملائهم وقد وعدهم الله إحدى الحسنيين فقال جل وعلا: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) وأنّ العاقبة للمتقين, وعدٌ صادقٌ لا ريب فيه, ومن أصدق من الله قيلا, فقد أوجب الله على نفسه جل وعلا أن ينصر عباده المؤمنين فقال جلّ في علاه: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) ووعد من نصر دينه أن ينصره فقال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) ودين الله منصور ووعده نافذ مهما كاد له الطغاة ومهما بذلوا من إمكانات فإنها ستكون عليهم حسرة ثم يُغلبون والذين كفروا إلى جهنم يُحشرون, ومهما كثر المخذِّلون والمخالفون فلن يضر ذلك الجهاد وأهله شيئاً بإذن الله, يقول عليه الصلاة والسلام: " لا تزال عصابة من أمتي يُقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك " رواه مسلم.
وسنة الله في خلقه أن يبتلي عباده ويستدرج أعداءه فقال جل وعلا: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ), وقوله تعالى: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) وليحذر كل مسلمٍ إذا لم يكن ناصراً لدينه ومعيناً لإخوانه أن لا يكون مع الطغاة مناصراً لهم ضد المجاهدين فيخسر دينه وآخرته من أجل عرض من الدنيا قليل, يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً).
أما العدو الداخلي الذي بين أظهرنا, الخنجر المسموم في نحر الأمة, هؤلاء الطواغيت, رؤوس الشر وأئمة الكفر, أولياء الشيطان, فإن قتالهم وإزالتهم واجبٌ شرعي يوجبه الشرع والعقل, فقد حاربوا الدين وتسلطوا على رقاب المسلمين وسرقوا ثروات المسلمين فكيف لا يجب قتالهم بعد كل الجرائم التي ارتكبوها في حق دينهم وأمتهم؟ كيف لا يجب قتالهم وقد طاردوا المجاهدين وأخرجوهم من ديارهم؟ كيف لا يجب علينا وعلى الأمة قتالهم وقتلهم وقد تمادوا في انتهاك الحرمات واعتقال المسلمات, وزوجة علي الفقعسي الذي غدر به هؤلاء الطواغيت وواعدوه إن سلم نفسه أن يخرجوه ويخرجوا زوجته وأهله فغدروا به وهذه شيمتهم, وما زال هو وزوجته في معتقلاتهم منذ أكثر من ست سنوات بلا رقيبٍ ولا حسيب.
فوجب علينا إذن أن نقاتلهم ونقطف رؤوسهم كما فعل عبد الله ابن أنيس -رضي الله عنه- بخالد الهذلي حينما حز رأسه نصرة لله ورسوله, وكما فعل بطلنا الشهيد أحد أسود الإسلام وحراس العقيدة الليث المقدام أبو الخير -رحمه الله- الذي كانت رسالته بدمه قبل قلمه وأفعاله قبل أقواله الذي أغاظ الكافرين وأرعبهم وشفى صدور المؤمنين وأفرحهم ورسم البسمة على وجوه اليتامى الذين قُتِل آباؤهم على يد هذا الطاغية هو وزبانيته وقد حان الوقت أن يذوقوا ما ذاق إخواننا وحان وقت القصاص وانطلقت الرصاصة الأولى ومن عاقب بالمثل فما ظلم والأيام دول والحرب سِجال وفتح الله ونصره قريبٌ بإذن الله, والرسالة المدونة بالدم المزخرفة بالأشلاء هي بداية نهاية هؤلاء الطواغيت وهي كذلك برهان للأمة على أن الوصول لهؤلاء الطواغيت لا يحتاج كثير عناء وليس بتلك الصعوبة التي يتصور الكثير, بل يحتاج لأمرين وتحقق مرادك بإذن الله وتنتقم لدينك وأمتك وهي أن تبذل روحك ودمك في سبيل ربك وأن تكون ذا عزيمة وإصرار على الوصول إلى هدفك ومُرادك, وتستطيع أن تجهز حزامك الناسف بنفسك وفي بيتك وبأقل الإمكانيات وبأيسر الطرق وهي موجودة في مظانها, فوجب علينا أن نقف يداً واحدة ضد هؤلاء الطغاة ونريح الأمة من شرهم وطغيانهم وإننا نهيب ونستنهض همم أصحاب الكفاءات العلمية أن يبدؤوا مشوار التغيير مع إخوانهم, لله ثم لدينهم وأمتهم, فقد حان الوقت ولزم الأمر ووجب التغيير.
أما هؤلاء المأجورون الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويلبسون الحق بالباطل فقد كُشِف كذبهم وبان عوارهم وظهر للقاصي والداني أنهم موظفون للدولة وغاية أمانيهم أن تسلم لهم مآكلهم ومشاربهم, فهم أحقر من أن يتكلموا بهموم الأمة وقضاياها, عليهم من الله ما يستحقون.
وأخيراً هذه رسالة للحكومة السعودية ومن أعانها من الخونة فإننا نقول لكم:
لئن تماديتم وبلغ بكم الطغيان أن تتجرؤوا على أعراض المسلمين وتحاولوا المساس بنساء المجاهدين, لئن فكرتم أن تمسوا مسلمة حرة شريفة بسوء فإننا نقسم بالله العظيم لئن تجرأتم على ذلك لنسقينّكم من الموت ألواناً, ولنجرين الأرض من دمائكم أنهاراً, ولنأتينكم بأمورٍ لم تكونوا لها تحسبون, فإننا نحذركم من مغبة التمادي في ذلك.
وفي الختام فإننا نقول لأمتنا الغالية أننا أخذنا على أنفسنا العهد أن نبذل أرواحنا ومهجنا في سبيل مرضاة ربنا ليكون الدين كله لله ولنرد عادية المعتدين ونزيل الطغاة المرتدين باذلين كل ما نستطيع في سبيل ذلك متوكلين على الله مستعينين بالله على قِتال كل صليبي حاقد وطاغية مرتد والله مولانا فنِعم المولى ونِعم النصير فنسأل الله العلي القدير أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويعز أولياءه كما نسأله أن يُثبِّتنا على هذا الطريق حتى نلقاه وهو راضٍ عنا إنه سميعٌ مُجيب.
بعنوان..
[ إنـــي لكـــم نــاصـــح أمـــــين ]
للقائد / محمد بن عبد الرحمن الراشد
صادرة عن مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي
1430هـ - 2009 مـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى, الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه نصيحتي لأمتي أبدؤها بنداء الله للمؤمنين: يقول رب العزة والجلال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ).
لقد تاه كثيرٌ من الناس وتحيروا يبحثون عن المخرج من الضيق المطبق على الأمة وينشدون الحل المُجدي مما تمر به الأمة من أزمات وملمات, ولقد كنا نبحث كذلك فلم نجد حلاً نافعاً وطريقاً صحيحاً إلا ما أمرنا الله به من دفع عادية المعتدين حيث قال جل وعلا: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) وقوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ), وقول نبينا عليه الصلاة والسلام لمّا داهم العدو دار الإسلام يقول لأصحابه يحفزهم ويرغبهم بما عند الله لمن ذب عن بيضة الإسلام و ذاد عن الأعراض والحرمات, فقال: " من يردهم عنّا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة " رواه مسلم.
ياله من شرفٍ وفضلٍ لمن وفقه الله أن يكون من حماة الدين وحراس العقيدة ! فإني أقول لأمة الإسلام ناصحاً أمينا مشفقاً على الإسلام وأهله إن عدوكم الأول هم الصليبيون من الأمريكان وحلف شمال الأطلسي, فمن الذي داهم أهل الإسلام في أفغانستان وفي العراق وأعان اليهود على احتلال فلسطين وقتل أهل الإسلام ويتم الأطفال وشرّد النساء والشيوخ ونهب ثروات المسلمين إلا الأمريكان ومن حالفهم ؟
ولا يُعذر مسلمٌ قادرٌ بالقعود عن الجهاد المتعين بحجة الخوف من الأسر وغيره بل هذا مما يزيد الأمر وجوباً, يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفع العدو الصائِل الذي يُفسد الدين والدنيا فدفعه واجبٌ إجماعا ", نعم والله! لقد حاربوا الدين وما أبقوا للمسلمين دنيا.
ثم يأتي من بعدهم الخطر القادم والذي كان له الدور الكبير والباع الطويل في دخول الأمريكان على أفغانستان والعراق وما زالوا على هذا الأمر يدفعهم الطمع بأن يستولوا على بلاد المسلمين ويؤزّهم الحقد للقضاء على أهل السنة ألا وهم الروافض أحفاد ابن سبأ وابن العلقمي, ويعلم الله أن خطرهم على الإسلام وأهله أشد من خطر اليهود والنصارى كما قال ذلك كثير من العلماء ويشهد به الواقع اليوم, وإني أتحدث لكم وقد عشت عدة سنوات في قلب المأساة وعمق الألم, فمن رأى ليس كمن سمع, ولو تحدثت كثيراً لم أذكر عشر ما فعله الروافض في أهل السنة في العراق فاسألوا إن شئتم أهل السنة في المدائن ماذا فعل بهم الروافض من جيش الغدر فيلق بدر وجيش الدجال وغيرهم.
وكذلك أهل السنة في التاجي وفي ديالى وفي بغداد وفي تلعفر فوالله إنهم كانوا لا يرقبون في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة ليس المتمسكين من أهل السنة فحسب بل حتى المقصر منهم وصاحب المعاصي فقد كانوا يقتلون كل رجل من أهل السنة من علمائهم وكوادرهم وتجارهم وغيرهم ممن ينتسب لأهل السنة فيقتلون الرجال ويشردون النساء والأطفال وينهبون الأموال وما زال أهل السنة إلى الآن وهم يذوقون منهم أشد أنواع العذاب, ولقد اغتصبوا كثيراً من نساء أهل السنة وقتلوا الكثير من رجالهم في سجونهم السرية التي تحت سيطرتهم ولقد اتصلنا مع بعض إخواننا في داخل سجونهم فذكر لنا ما يشيب له الرأس ويتفطر له القلب أسى وحزناً على ما يصيب أهل السنة من أحفاد ابن سبأ, وإنّ من جرائمهم أنهم كثيراً ما يعتقلون نساء أهل السنة ويقتلون أبناءهن أمامهن تمادياً في الإجرام وكانوا يحرقون بعضهم بالنار وهم أحياء وكانوا يستخدمون الآلات الكهربائية في تعذيب الرجال وقتلهم! والحديث يطول عن مآسي أهل السنة في العراق وفي الإشارة خيرٌ من ألف عبارة, ولقد كان الشيخ أبو مصعب -رحمه الله- يسقيهم من الموت ألواناً وكان حصناً منيعاً لأهل السنة كافة وفي العراق خاصة أسأل الله أن يعوض الأمة خيراً منه, وإني أنصح بسماع سلسلة ( هل أتاك حديث الرافضة ) للشيخ أبي مصعب -رحمه الله- فإنها نافعة جامعة ومن رجل عايش حربهم ورأى أذاهم ومكرهم .
وانظروا كذلك لأهل السنة في لبنان وسوريا, أما في لبنان فإنّ أهل السنة رأوا ذلك عياناً لمّا حاول حزب الله السيطرة بالقوة على بيروت فرأوا حقدهم ومكرهم مع أنّ سياسة الحزب تتحاشى المصادمة في هذه الفترة مع أهل السنة هناك, ويريدون أن يسيطروا على الحكم بالسياسة لأنّهم يعرفون أنّ أهل السنة إذا أفاقوا ورجعوا إلى دينهم وجهادهم فلن تقوم للرافضة بعدها قائمة بإذن الله.
كذلك ألم تروا ما فعل النصيرية العلوية الذين استلموا الحكم من المحتل وتسلطوا على أهل السنة في سوريا وساموهم سوء العذاب فقتلوا الآلاف واعتقلوا الآلاف وكثيرٌ من أهل السنة هناك لا يعلمون شيئاً عن مصير أبنائهم وآخرها مجزرة سجن (صيدنايا) فلا يعلم أهالي الأسرى شيئاً عن أبنائهم بعد هذه المجزرة وما ذنبهم إلا أنهم من أهل السنة وعلى منهج سلف الأمة فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وكذلك ألا ترون وتسمعون بأطماع الحوثيين في اليمن وزحفهم على أهل السنة في صعدة وسيطرتهم على بعض مناطقهم هناك بالقوة وكذلك تحركاتهم الحثيثة في الكويت والبحرين والقطيف والسعي لتحقيق مطالبهم بالقوة تساندهم في ذلك إيران الفارسية.
فإلى متى يا أهل السنة وأنتم في سُباتكم غافلون تعلقون آمالكم في حكام المنطقة الخونة العملاء وتنطلي عليكم أكاذيبهم بأن المجاهدين عملاء لإيران, فإنا نبرأ إلى الله من ذلك, والقاصي والداني يعرف منهج التنظيم في التعامل مع كل طاغية ومرتد ومفاصلته ومنابذته لكل عدو لله ورسوله, بل ندعو الأمة أن تقف مع أبنائها الأوفياء الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل دينهم وأمتهم, أن يقفوا معهم بكل ما يستطيعون ضد الخطر الداهم عليهم من إيران ومن على ملتهم من روافض المنطقة.
فأسألكم بالله من الذي وقف ضد خطر الروافض بالعراق ورد عاديتهم على أهل السنة إلا المجاهدون الصادقون ؟ فلن يذود عن أهل السنة إلا المجاهدون الذين يأبون الضيم ولا يرضون الدنية في دينهم بل هممهم عالية تطمح لأن تطهر جميع ديار الإسلام من الصليبيين واليهود وعملائهم وقد وعدهم الله إحدى الحسنيين فقال جل وعلا: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) وأنّ العاقبة للمتقين, وعدٌ صادقٌ لا ريب فيه, ومن أصدق من الله قيلا, فقد أوجب الله على نفسه جل وعلا أن ينصر عباده المؤمنين فقال جلّ في علاه: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) ووعد من نصر دينه أن ينصره فقال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) ودين الله منصور ووعده نافذ مهما كاد له الطغاة ومهما بذلوا من إمكانات فإنها ستكون عليهم حسرة ثم يُغلبون والذين كفروا إلى جهنم يُحشرون, ومهما كثر المخذِّلون والمخالفون فلن يضر ذلك الجهاد وأهله شيئاً بإذن الله, يقول عليه الصلاة والسلام: " لا تزال عصابة من أمتي يُقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك " رواه مسلم.
وسنة الله في خلقه أن يبتلي عباده ويستدرج أعداءه فقال جل وعلا: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ), وقوله تعالى: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) وليحذر كل مسلمٍ إذا لم يكن ناصراً لدينه ومعيناً لإخوانه أن لا يكون مع الطغاة مناصراً لهم ضد المجاهدين فيخسر دينه وآخرته من أجل عرض من الدنيا قليل, يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً).
أما العدو الداخلي الذي بين أظهرنا, الخنجر المسموم في نحر الأمة, هؤلاء الطواغيت, رؤوس الشر وأئمة الكفر, أولياء الشيطان, فإن قتالهم وإزالتهم واجبٌ شرعي يوجبه الشرع والعقل, فقد حاربوا الدين وتسلطوا على رقاب المسلمين وسرقوا ثروات المسلمين فكيف لا يجب قتالهم بعد كل الجرائم التي ارتكبوها في حق دينهم وأمتهم؟ كيف لا يجب قتالهم وقد طاردوا المجاهدين وأخرجوهم من ديارهم؟ كيف لا يجب علينا وعلى الأمة قتالهم وقتلهم وقد تمادوا في انتهاك الحرمات واعتقال المسلمات, وزوجة علي الفقعسي الذي غدر به هؤلاء الطواغيت وواعدوه إن سلم نفسه أن يخرجوه ويخرجوا زوجته وأهله فغدروا به وهذه شيمتهم, وما زال هو وزوجته في معتقلاتهم منذ أكثر من ست سنوات بلا رقيبٍ ولا حسيب.
فوجب علينا إذن أن نقاتلهم ونقطف رؤوسهم كما فعل عبد الله ابن أنيس -رضي الله عنه- بخالد الهذلي حينما حز رأسه نصرة لله ورسوله, وكما فعل بطلنا الشهيد أحد أسود الإسلام وحراس العقيدة الليث المقدام أبو الخير -رحمه الله- الذي كانت رسالته بدمه قبل قلمه وأفعاله قبل أقواله الذي أغاظ الكافرين وأرعبهم وشفى صدور المؤمنين وأفرحهم ورسم البسمة على وجوه اليتامى الذين قُتِل آباؤهم على يد هذا الطاغية هو وزبانيته وقد حان الوقت أن يذوقوا ما ذاق إخواننا وحان وقت القصاص وانطلقت الرصاصة الأولى ومن عاقب بالمثل فما ظلم والأيام دول والحرب سِجال وفتح الله ونصره قريبٌ بإذن الله, والرسالة المدونة بالدم المزخرفة بالأشلاء هي بداية نهاية هؤلاء الطواغيت وهي كذلك برهان للأمة على أن الوصول لهؤلاء الطواغيت لا يحتاج كثير عناء وليس بتلك الصعوبة التي يتصور الكثير, بل يحتاج لأمرين وتحقق مرادك بإذن الله وتنتقم لدينك وأمتك وهي أن تبذل روحك ودمك في سبيل ربك وأن تكون ذا عزيمة وإصرار على الوصول إلى هدفك ومُرادك, وتستطيع أن تجهز حزامك الناسف بنفسك وفي بيتك وبأقل الإمكانيات وبأيسر الطرق وهي موجودة في مظانها, فوجب علينا أن نقف يداً واحدة ضد هؤلاء الطغاة ونريح الأمة من شرهم وطغيانهم وإننا نهيب ونستنهض همم أصحاب الكفاءات العلمية أن يبدؤوا مشوار التغيير مع إخوانهم, لله ثم لدينهم وأمتهم, فقد حان الوقت ولزم الأمر ووجب التغيير.
أما هؤلاء المأجورون الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويلبسون الحق بالباطل فقد كُشِف كذبهم وبان عوارهم وظهر للقاصي والداني أنهم موظفون للدولة وغاية أمانيهم أن تسلم لهم مآكلهم ومشاربهم, فهم أحقر من أن يتكلموا بهموم الأمة وقضاياها, عليهم من الله ما يستحقون.
وأخيراً هذه رسالة للحكومة السعودية ومن أعانها من الخونة فإننا نقول لكم:
لئن تماديتم وبلغ بكم الطغيان أن تتجرؤوا على أعراض المسلمين وتحاولوا المساس بنساء المجاهدين, لئن فكرتم أن تمسوا مسلمة حرة شريفة بسوء فإننا نقسم بالله العظيم لئن تجرأتم على ذلك لنسقينّكم من الموت ألواناً, ولنجرين الأرض من دمائكم أنهاراً, ولنأتينكم بأمورٍ لم تكونوا لها تحسبون, فإننا نحذركم من مغبة التمادي في ذلك.
أبت لي عِفّتي وأبى بلائي *** وأخذ الحمد بالثمن الربيحِ
وإكراهي على المكروه نفسي *** وضربي هامة البطل المشيحِ
وقولي كلما جشأت وجاشت *** مكانكِ تُحمدي أو تستريحي
وإكراهي على المكروه نفسي *** وضربي هامة البطل المشيحِ
وقولي كلما جشأت وجاشت *** مكانكِ تُحمدي أو تستريحي
وفي الختام فإننا نقول لأمتنا الغالية أننا أخذنا على أنفسنا العهد أن نبذل أرواحنا ومهجنا في سبيل مرضاة ربنا ليكون الدين كله لله ولنرد عادية المعتدين ونزيل الطغاة المرتدين باذلين كل ما نستطيع في سبيل ذلك متوكلين على الله مستعينين بالله على قِتال كل صليبي حاقد وطاغية مرتد والله مولانا فنِعم المولى ونِعم النصير فنسأل الله العلي القدير أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويعز أولياءه كما نسأله أن يُثبِّتنا على هذا الطريق حتى نلقاه وهو راضٍ عنا إنه سميعٌ مُجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين