نبيل حيدر
• الميزة الوحيدة للمشاركات الرياضية اليمنية في البطولات الخارجية أنها تفتح الباب للأسئلة المعلقة والمحرمة رياضياً حول وضع الرياضة اليمنية و حالتها . غير أن هذه المرة و على هامش مشاركة منتخب كرة القدم في بطولة كأس الخليج ال21 تتضاعف مستحثات إطلاق الكلام في وجه الرياضة المكلومة على وقع عبارة نفثها محلل رياضي خليجي ضمن برنامج تلفزيوني في وجه إعلامي يمني مشارك في البرنامج حين قال له : " تكلم على قدرك " .
• و بقدر استفزاز العبارة و ما تحوي من التعالي بقدر ما ترتطم بالذهن و تضعه أمام واقع رياضي لا يخلو من مرارة تامة أو علقم كان أوله حلاوة مثل حالة منتخب كرة القدم للناشئين والذي قفز بنا نحو التصفيات النهائية لآسيا عام 2003 ضمن تصفيات القارات لكأس العالم , و بعد القفزة اضمحل و تلاشى و قيدت القضية ضد مجهول .
• أصل الحكاية تُستشف من راتب المدرب البلجيكي ال 25 ألف دولار شهرياً يقابله مرتب هزيل يحصل عليه اللاعب الوطني عبر وظيفة حكومية لا يجرؤ على تجاوز سقف ال200دولار . فارق كبير جداً يصنع الاحتراق بدلاً من الاحتراف و إذا لم يبن حاجزاً نفسياً بين اللاعب و الأداء الإيجابي فسيكون اللاعب مريض نفسي بلا نقاش .
• وإذا ما أضفنا الأموال الكبيرة التي تضخ لقطاع الرياضة و صندوقها المبجل صندوق النشء و الشباب و أجرينا مسحاً لما يحصل عليه اللاعبون فالمؤكد سنجد كشوفات مالية مكتظة بالأسماء و الصفات و المهام و اللجان و مصاريف الحل و الترحال لكن لجيش بشري في مؤخرته اسم اللاعب مقروناً بالفتات . و لنا في حجم الوفد اليمني المشارك في دورة الخليج الحالية و نسبة عدد اللاعبين ضمنه مثل حي و طازج ..وحسرات لا تتوقف .
• و من المضحك المبكي شعار " المهم المشاركة " الذي تُصبغ شعراته البيضاء بالسواد حتى لا ينكشف بلوغه من الكبر عتياً و من الاستغباء ما لم يعد يطاق , و يطلق لتبرير فساد النفقات ونتائجه الفاشلة . وهو ترجمة مباشرة لتواصل حلقات المسلسل التاريخي لحجب الأخطاء و ستر عُري اللا استفادة من كهرباء الاحتكاك التي لو كانت تمس الجماد لنطق و تحرك و فعل شيئاً . الغريب و رغم الحالة المهلهلة للقطاع الرياضي تُلحظ صراعات محمومة على رئاسة الاتحادات الرياضية و عضوية مجالسها القيادية. ولا تفهم سبباً محترماً لتلك التنافسات و حرارة فرنها المشتعل بتجار ومشايخ وموظفين كبار وآخرين ماليين في وزارة الشباب و الرياضة يتزاحمون على مقاعد مجالس الاتحادات و كأنما هناك مغنم و كيل بعير . و يتم تصوير تنافس أعواد الحطب تلك على أنه استدعاء ل " روبن هود " خارق قادر على جلب مخصصات الاتحاد الرياضي قبل أن يرتد للرياضي المتخصص طرفه.
• النتيجة الخالصة لكافة ذلك الغثاء بقاء طْرف اللاعب معلقاً مشدوهاً بلا فائدة حقيقية مباشرة أو غير مباشرة ,النتيجة الوحيدة التي يحصدها و نحصدها جميعاً هي بقاء قيمة الإنسان متدنية و مصحوبة بنغمة " تكلم بقدرك " و لا تنسى حجمك الضئيل . هذا ما تصر على استمراره مافيا الجشع و الطمع , وفي المحور لاعب احترفه شظف العيش و تبديد الموهبة وصار تخصصه الوحيد متابعة إعلانات تغيير المدرب و المفاوضات الشاقة حول مرتبه على أن اعتبار المدرب المشكلة الوحيدة و الأبدية و لب المعضلة و سبب الفشل .. و الخبل .