نبيل حيدر
• الفترات الانتقالية للتغييرات المصنفة مناطق زلزالية سياسية كالتي تمر بها اليمن الآن غالباً يتم التعامل معها على أنها فترات مرفوع عنها القلم و سحابة زمن ماضية بعدها يأتي العيش السعيد و التبات و النبات و إنجاب الصبيان و البنات . و في الفترة الانتقالية تحديداً تبرز معازف ( فليعذر بعضنا بعضاً ) و ( ليس بالضرورة أن تتحقق الأمور الصائبة خلالها ) . !
• أتفق مع نفخ روح الأمل و التفاؤل مهما كان نصيب التفاؤل زهيداً لكني لا أتفق مع إطلاق المبررات و الأعذار على عواهنها .. فكثير من الممارسات القاتلة للأمل و التفاؤل تؤتى في مذبح الفترة الانتقالية و بضمير مجفف من استشعار آثارها اللاحقة السلبية ,و أيضاً آثارها في نفوس الناس الذين ينتظرون عدم تكرار أخطاء الماضي . فمثلاً .. أن يتم تجنيد 200 ألف شخص وفق ثرثرة وزير الدفاع محمد ناصر أحمد قبل أيام لمجلس النواب أو لم يكن رقم عدد المجندين صحيحاً كما نفى لاحقاً وزير المالية صخر الوجيه و قال أن عدد المجندين 53 ألفاً (((فقط))) .. فالرقمان أيهما صحت شفرته كارثة جديدة تضاف إلى كوارثنا التي لا تحصى .
• بالله .. هل ينقص الجيش عدداً حتى تضخ له أعداد بهذا القدر ؟! بل هل ينقصنا جيش حتى يتم تكوين هذا الجيش الجديد ؟! . صحيح المبادرة الخليجية التي رتبت للتسوية السياسية الحالية نصت على التجنيد الرسمي لمن عسكرتهم القوى المسلحة عام 2011 و لكن لا اعتقد بوجود مخلوق على كوكب الأرض توقع أن يكون الرقم فلكياً كذاك الذي صرح به وزير المالية .و هنا أتعامل مع رقم وزير المالية باعتباره أهون الشرين , علماً أن رقمه لم يشمل مجندي وزارة الداخلية ذات الموال الخاص في العسكرة.
• و ليت تلك التعزيزات البشرية تكفينا شر الاعتماد على طائرات بدون طيار الامريكية في ملاحقة تنظيم القاعدة أو تدفع مجون قطع الطرقات بين المدن أو عبث الدراجات النارية التي تشق طريقها بجدارة في عالم الاغتيالات . الشيء الوحيد الواضح أنها علاقة طردية .. كلما ارتفع عدد المجندين في الجيش و الأمن ارتفعت الفوضى الأمنية و تنوعت.
• ذلك ضرب من ضروب الاستغلال العفن للفترة الانتقالية و للتسوية السياسية التي يتجاهلها حاملو رخصة السير العبثي في طرقاتها وبلا اعتبار لأضرار الممارسات السلبية الواقعة خلالها والتي ستظل مجموعة كاملة من الأجيال تدفع ثمنها في المستقبل . و المستقبل " اتجاه إجباري محفوف بالمخاطر" على حد وصف الصحافي صالح البيضاني .