علوان الجيلاني
يتساءل أبناء مديرية القناوص عن سر تأخير توقيع مدير عام الإدارة العامة لكهرباء المدن الثانوية على اتفاقية ضم مشروع مديرية القناوص إلى المؤسسة العامة للكهرباء بالحديدة..
المشروع الذي استغرقت المعاملة عليه زمناً طويلاً.. وخرجت فيه اللجنة تلو الأخرى يعد جاهزاً منذ أشهر، وأوراقه مستوفاة ومستكملة منذ أشهر أيضاً.. وموجودة على مكتب المدير العام للإدارة العامة لكهرباء المدن الثانوية منذ أشهر أيضاً.. وأهل المديرية يشويهم حر تهامة، ويحرقهم هجيرها، ويختنقون بصهدها، ولم تجدي حتى الآن كل مناشدات المواطنين من أجل التوقيع على أوراق المشروع وبدء التنفيذ فيه..
الشيخ عبد العزيز الواحدي عضو مجلس النواب عن مديرية القناوص تولى بنفسه معاملة المشروع.. الذي يعيش المواطنون على أحر من الجمر ترقباً له.. مع ذلك يتأخر التوقيع ويتأخر التنفيذ بلا مبرر ولا مصوغ، سوى ما يعلنه أبناء القناوص صراحة من تعمد هيئات الدولة ومؤسساتها ووزاراتها التلهي بهم.. وإهمال مطالبهم، والجور على حقوقهم..
يأتي ذلك فيما يشتد تأجج الحراك التهامي، ويرتفع مستوى غضب المواطنين التهاميين أكثر من أي وقت مضى جراء ما عاشوه من إهمال وإقصاء وتهميش واستبداد وسلب ونهب..
وثمة اتهامات يوجهها مواطنون تقول أن وراء الأكمة ما وراءها.. وأن تأخير التوقيع على ضم مشروع كهرباء القناوص إلى المؤسسة العامة للكهرباء بالحديدة تكمن وراؤه دوافع سياسية..
هذا التوجس يلقى رواجاً في نفوس المواطنين الذين فقدوا كل ثقتهم بالدولة ومؤسساتها.. وأصبحوا لا يرون منها إلا وجهها المتوحش.. الذي إما أن يهمشهم أو يحرمهم من النور.. أو ينهب الأرض.. أو يسفك الدماء.. أو يلوث البيئة.. أو يستثنيهم من المشاركة السياسية..
قد يبدو اتخاذ موضوع مطلبي خاص بمديرية شيئاً تستغرب الكتابة عنه، خاصة إذا كانت تلك المديرية لا تمثل إلا جزءاً من الكون اللامتناهي للتهميش والإقصاء والاضطهاد.. ذلك الكون الذي نسميه تهامة.. لكنني وجدت أن أصوات استغاثات المواطنين التي ما فتئت تصك مسامعي عبر الهاتف خلال الأيام الماضية.. ضاجة بما عانوه من ظلام متعجرف.. وعزلة عن العالم.. وحرمان من التسهيلات التي تقدمه الكهرباء للناس، تستوجب بالفعل أن أقف عندها وأعبر عنها من خلال هذه السطور التي أتمنى أن تقع تحت عيني مدير عام الإدارة العامة لكهرباء المدن الثانوية.. عله يجد فيها ما يكفي للفت الانتباه وإبلاغ الرسالة..